اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الاثنين، بالمشهد السياسي في البلاد في أفق الانتخابات الرئاسية، والقلق السائد في اوساط الشعب والمعارضة بسبب استمرار نفس الآليات والممارسات البائدة وضبابية الافق. وكتبت صحيفة "ليبيرتي" أنه على بعد سنة من الانتخابات الرئاسية، فإن هذه الأخيرة لن تحيد عن سابقاتها، فكل شيء يوحي، لحد الساعة، بأن النظام وحلفاءه قرروا الذهاب "مباشرة إلى الهدف"، مهما كان الثمن. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان "في بلاد النقاش المستحيل" أنه حتى لو شهدت البلاد أسوأ انتخابات في تاريخها من جميع وجهات النظر، وهي التي لم تشهد سوى انتخابات سيئة وما تزال تدفع ثمن ذلك، فسيتم القيام بكل شيء لمنع أي نية في فتح نقاش معارض. وقال صاحب الافتتاحية إن "حصيلة عمل بوتفليقة "إيجابية بالتأكيد"، ومنذ يوم أمس تم تحذيرنا من طرف الأمين العام لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، من أن "بوتفليقة وبرنامجه خطان أحمران" وأن القرار "غير قابل للنقاش"، ولن يكون هناك أي نقاش خلافا "للانتخاب" الذي سيجرى في التاريخ المحدد، في احترام للدستور والمعايير الدولية في هذا المجال. وعبرت عن استغرابها لكون الأمين العام لجبهة التحرير الوطني يتخذ القرار، دون سابق إنذار، بالمرور إلى "برنامج" بوتفليقة الذي لم يعلن بعد عن ترشحه. من جهتها، اعتبرت صحيفة (الفجر) أنه يكفي مع ذلك الانصات لنبض الشارع أو القيام بجولة في سوق للفواكه والخضر للتأكد من أن الجزائريين ليسوا سعداء، وبأنهم قلقين وأن تحذيرات المعارضة لا تستند إلى خارطة طريق مرسومة في أفق الانتخابات الرئاسية. وقالت إنه كان يكفي جعل النقاش غير وارد وليس اليقين المشكوك فيه لولد عباس، وهو اليقين الذي كرس له نفسه بشكل حصري. وتحت عنوان "ولد عباس يحشد قواته"، ذكرت صحيفة (ليكسبريسيون) أن ولد عباس، الذي كان يتحدث في عنابة، بمناسبة تجمع للمنتخبين وأطر ومناضلي حزب جبهة التحرير الوطني، والذي جدد مساندة حزبه للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، استحضر 20 سنة من المنجزات في مختلف القطاعات. وقال إن "بوتفليقة أنقذ الجزائر التي كانت راكعة تماما، بفعل الإرهاب والحصار الغربي والبطالة"، مسجلا أن السياسة الشجاعة للرئيس مكنت من ربح رهان الأمن بفضل المصالحة الوطنية وكذا بفضل خطابه الحكيم طيلة خمسة أشهر من التنقلات في 16 ولاية بالبلاد، داعيا إلى المصالحة بين الجزائريين". من جانبها، توقفت صحيفة (لوكوتيديان دو وهران) عند التنقلات الرسمية للوزراء التي تتوالى وتتشابه عبر مجموع الولايات ، مسجلة أن هذه التنقلات، التي يفترض فيها أن تكون زيارات عمل وتفقد، أضحت تمثل علامة تفاخر على نمط عيش وصولي للدولة. وكتبت أنه يبدو أن الوزراء، من جميع القطاعات، يتمتعون ب"الطقوس" التي تحرص السلطات المحلية على تخصيصها لهم بمجرد أن تطأ أقدامهم تراب الولاية، مشيرة إلى أنه منذ الاستقلال لم تنجح الجزائر في التخلص من نشوة تجعلها تهدر الوقت والمال والطاقات، نشوة ترفض أن تستوعب الكفاءة والتعامل البراغماتي. وتساءلت، في المقام الاول، عن أسباب تدشين بنايات في حين أنه سبق تدشينها من قبل من طرف رسميين آخرين، وأحيانا حتى من طرف وزير أول، وشرعت منذئذ في الاشتغال، معبرة عن سخطها إزاء السلطات المحلية التي لا تجد أي حرج في نقل أطفال باكرا إلى مواقع التدشين، مهما كانت أحول الطقس.