واصلت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، اهتمامها بالجدل الذي يثيره ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المحتمل لولاية خامسة، مبرزة أن هذه الحالة تعكس الصعوبة التي يواجهها الماسكون بزمام السلطة في التوصل إلى توافق حول موضوع خطير جدا كالرئاسيات المقبلة. ولاحظت صحيفة "ليبيرتي"، في هذا الصدد، أنه مع مرور الوقت، فإن اللعبة القذرة للمناصرين تنكشف، بشكل واضح، والتي كشفت عن الدوافع الحقيقية للأعمال التي يتم القيام بها منذ أسابيع في اتجاه الترويج لولاية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأضافت الصحيفة أن جوقة الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، ولد عباس، وبإخراجها للطبول والأبواق، سعت إلى استباق الأحداث ومحاولة جني فوائد ترشيح يأمله المستفيدون من الوضع، معللة ذلك بأن خيارا من هذا القبيل يمنح، بالفعل، لهؤلاء امتياز الحفاظ على الوضع القائم على رأس الدولة، والذي يضمن، بدوره، الاستمرار في نهب موارد البلاد. وتابعت أن بعض الملاحظين السياسيين يعتبرون، وربما عن خطأ، أن مسؤولي جبهة التحرير الوطني ما كان لهم أن يغامروا في القيام بحملة لولاية رئاسية جديدة لول لم توح لهم بذلك سلطة قائمة، مسجلة مع ذلك أن الخرجات الإعلامية الأخيرة لرؤساء الأحزاب التي تدور في فلك السلطة أماطت اللثام عن الراقصين الجدد الذين ترتكز منهجيتهم على التزييف. واعتبر صاحب الافتتاحية أن كل شيء يدفع إلى الاعتقاد بأنه ليس هناك انسجام بين مختلف هؤلاء الفاعلين الذين يلتفتون لأبسط حركة أو مؤشر يدل على اتجاه الرياح. وتشاطرها وجهة النظر هذه صحيفتا (الحياة) و(ليكسبريسيون) اللتان كشفتا، من جهتهما، أن هذا الأمر يفسر، دون أدنى شك، الحذر الذي تبديه، إلى حد الآن، بعض أحزاب التحالف الرئاسي حول هذه القضية، مشيرتين إلى أن الجميع في حالة ترقب غير أنه لا شيء يقول إن هؤلاء لن يصطفوا ما أن يتم الإعلان عن الاختيارات. وذكرت الصحيفتان أن ولد عباس، باعتباره المروج الرئيسي لولاية خامسة، ساهم إلى حد ما، في تبديد الغموض حول نوايا رئيس الدولة إزاء هذا الملف، مسجلتين أنه بالاستناد إلى التصريحات الأخيرة لرئيس جبهة التحرير الوطني، فإننا نعرف الآن على الأقل أن الرئيس لم يعلن بعد عن موقفه. من جانبها، كتبت صحيفة (الوطن) تحت عنوان "بوتفليقة: رئاسة مدى الحياة؟"، أن الجزائريين يتابعون عروضا سريالية حيث ينحني مسؤولون أمام صورة للرئيس تمنح لها ميداليات وخيول وجمال...فما يهم بالنسبة لهم ولحشود الزبناء التي تم تحريكها هو ضمان الرئاسة مدى الحياة لعبد العزيز بوتفليقة. وأشارت إلى أن الرجل الذي أضعفته المضاعفات الكبيرة للجلطة الدماغية التي تعرض لها سنة 2013، يستعد للترشح لولاية خامسة وأن القرار تم الإعلان عنه، كما جرت العادة، من قبل مؤيديه الذين يحاولون تهييء الرأي العام لترسيم ترشيح رئيس الدولة لخلافة نفسه. وسجلت أن هذا السيناريو، بحسب الملاحظين والفاعلين في الساحة الوطنية، تم الإعداد له منذ سنة 2004، بل وحتى قبل ذلك، موضحة أن قرار البقاء مدى الحياة في سدة الحكم اتخذ مع المراجعة الدستورية لسنة 2008، في حين أن دستور 1996، كان يحدد، في الفصل 74، الولايات الرئاسية في اثنتين، مبرزة أن بوتفليقة قفز على هذا التقييد من أجل تحقيق "حلمه المتمثل في عدم مغادرة قصر المرادية إلا إلى الحياة الأخرى". وأوضحت أن مراجعة الفصل 74 سمحت لبوتفليقة بالترشح لولاية ثالثة سنة 2009، وبما أنه نجح في توسيع دائرة مؤيديه بفضل مكاسب مالية وفيرة "فقد أغلق بشكل كامل اللعبة بمناسبة هذا الاستحقاق". وذكرت الصحيفة بأن هذه الولاية الثالثة كان قد تم تبريرها، بحسب تصريحات أنصار الرئيس بوتفليقة، ب"ضرورة استكمال الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي تمت مباشرتها خلال الولايتين الأوليين".