شكل الجدل حول الانتخابات الرئاسية المقبلة بالجزائر، المقررة سنة 2019، أبرز موضوع استأثر باهتمامات الصحف الصادرة اليوم الجمعة، بالجارة الشرقية، مسجلة أن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، قام بخطوة جديدة في هذا الاتجاه للترويج لولاية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وكتبت صحيفة "ليبيرتي"، في هذا الصدد، أن ما يجعل حزب جبهة التحرير الوطني في حالة تعبئة، منذ عدة أسابيع يندرج ضمن أجندة تم إنضاجها سلفا ومحددة بشكل مضبوط من أجل تعبيد الطريق لولاية خامسة للرئيس بوتفليقة. وكشفت الصحيفة في افتتاحيتها أن حزب جمال ولد عباس "لا يتحرك بدون سبب، علما بأن هناك بالضرورة هدفا وراء ذلك، والذي لا يمكن أن يكون في هذه الحالة سوى إعداد الحجج التي قد تساعد على تبرير ترشيح يصعب القبول به بطريقة أخرى، على اعتبار أن بوتفليقة يعاني من المرض وهو غائب منذ تعرضه لجلطة دماغية في شهر ماي من سنة 2013". وأوضح صاحب الافتتاحية أنه لا أحد يتخيل العواقب المقبلة : فاللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني، التي ستتبنى الوثيقة -الحصيلة لبوتفليقة، ستصوت عليها متذرعة بإنجازات رئيس الدولة خلال ولاياته الأربع المتتالية، في ما يشبه ملتمس -دعوة ل"مواصلة المهمة"، وبعبارة أخرى الدعوة إلى ولاية خامسة. وأكد أن "ما سيلي ذلك، والذي لن يكون أمرا جديدا، سيتمثل في لجان للحملة ستتحرك بقوة، وأحزاب ستعبر عن مساندتها، واستثمار إعلامي ودعائي كبير إلى درجة تصبح معها الأصوات المعارضة غير مسموعة". من جهتها، كتبت صحيفة (الشروق) أن التعبئة الكبيرة لجبهة التحرير الوطني وأمينه العام ولد عباس، قد يكون الهدف منها سحب تقييم حصيلة بوتفليقة من الشعب، "الذي لن يكون حكمه عليها بكل تأكيد رحيما". وأضافت أن "الغاية تكمن هنا، وإلا لماذا يتم تكليف حزب بإنجاز حصيلة في حين أنه كان يتعين أن تكون هذه الأخيرة موضوع نقاش عام يشارك فيه الشعب من خلال مختلف ممثليه، البرلمان، الأحزاب والجمعيات، النقابات؟". من جانبها، اعتبرت صحيفة (الوطن) أن ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة تثير القليل من الشك، على الرغم من الرفض المستمر لولد عباس للتطرق إلى هذه القضية، رغم إلحاح الصحفيين الحاضرين خلال تنصيب اللجنة الوطنية المكلفة بتحرير الوثيقة النهائية لحصيلة إنجازات الرئيس، والتي تم إعدادها انطلاقا من تقارير سلمتها الولايات ال48، والتي سيتم تسليمها لرئيس الجمهورية، ورئيس الحزب الحاكم. وقال ولد عباس إن "الأمر لا يتعلق فقط بحصيلة حسابية، وإنما بحقائق ترتكز على ما تم إنجازه منذ تولي بوتفليقة سدة الحكم". وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة للأمين العام لجبهة التحرير الوطني، فقد عرفت الجزائر حقبتين حاسمتين: حقبة من القحط والشقاء، وأخرى للرفاهية والسعادة، بفضل "تبصر" الرئيس بوتفليقة، معتبرة أنه إذا كان الأمين العام لجبهة التحرير الوطني يرفض التطرق إلى ترشح بوتفليقة، وفضل ترك الأسبقية للإعلان عن ذلك لبوتفليقة، فإن ذلك لن يتم إلا في اللحظة الأخيرة، أي على بعد أيام قليلة من إغلاق باب تقديم الترشيحات. بدورها، ذكرت صحيفة (الحياة) بأن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني قام، يوم الأربعاء الماضي، بمقر الحزب، بتنصيب لجنة تحرير وثيقة حصيلة إنجازات الولايات الرئاسية الأربع لبوتفليقة، وهي اللجنة التي ستنكب على دراسة 3000 صفحة تمثل حصيلة 48 ولاية بالبلاد، من أجل إنجاز "وثيقة ملخصة" منها. وأضافت الصحيفة، استنادا لولد عباس، أنه ما أن يتم عرض وثيقة إنجازات بوتفليقة أمام اللجنة المركزية، الشهر المقبل، فإن هذه اللجنة ستتحول، مطلع سنة 2019، إلى هيئة وطنية لتتبع برامج الرئيس برسم الفترة 2020-2030 . أما باقي الصحف، فقد اعتبرت أنه إذا كانت المضلة الرئاسية توفر لولد عباس نوعا من الحماية من خصومه، فإنه مع ذلك يواجه سلسلة من الانتقادات منذ اتخاذه قرار تقديم بعض المناضلين للجنة التأديبية للحزب، من بينهم النائب طليبة، وعضو مجلس الأمة عبد الوهاب بن زعيم. وكشفت أنه إذا كان الأمر يتجه بالنسبة للأول نحو الاكتفاء بتوجيه إنذار له، بعد اللقاء الذي جمع الرجلين في مجلس الأمة، فإن الأمر لا يبدو كذلك لبن زعيم، الذي تم استدعاؤه يوم الأحد للمثول أمام اللجنة التأديبية.