قال الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني"، جمال ولد عباس، خلال احتفال نُظم أول أمس السبت في منطقة تلمسان غربي الجزائر، إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيترشح لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات المقررة ربيع العام المقبل، ولكن ب"الطريقة والتوقيت" اللذين تختارهما قيادة حزبه. وكان النائب البرلماني عن حزب بوتفليقة، بهاء الدين طليبة قد أسس تنسيقية الولاية الخامسة، قبل أسبوعين، وهو ما أثار غضب الحزب الحاكم الذي قرّر إحالة نائبه إلى لجنة الانضباط، لمعاقبته على مبادرته التي وصفها ب"المنفردة".
وأكد ولد عباس، حينها، أنه وجّه إنذارات شفهية سابقة لطليبة تمنعه من الحديث عن العهدة الخامسة، واستغلال اسم الحزب لأغراضه الشخصية، لكنه رفض الالتزام بذلك.
وهدّد ولد عباس قيادات الحزب التي تخوض في هذا الموضوع، قائلاً إن "الرئيس بوتفليقة وحده من يملك سلطة القرار بشأنها".
وكان ولد عباس قد طلب من كوادر الحزب عدم التطرق إلى مسألة الترشح لولاية خامسة، لحين تلقّي الحزب إشارات رسمية من الرئيس نفسه".
كما سبق له أن صرّح بأنه "لا يحق لأي كان الحديث عن العهدة الخامسة لبوتفليقة في الوقت الراهن".
إلى ذلك، أفادت مصادر صحفية جزائرية أن محيط بوتفليقة، وخاصة شقيقه سعيد بوتفليقة، أبدى انزعاجاً كبيراً من تسرع بعض الأطراف في إطلاق حملة مبكرة لترشح بوتفليقة مجدداً لولاية رئاسية خامسة، وضمنها "هيئة الزوايا الدينية"، و"هيئة تنسيقية دعم الولاية الرئاسية الخامسة"، التي أطلقها طليبة.
ولاتزال قضية ترشح بوتفليقة لولاية خامسة تثير العديد من ردود الفعل وسط السياسيين بالجزائر وخاصة أحزاب المعارضة، بالنظر إلى حالته الصحية، وعدم قدرته على إدارة شؤون البلاد، وهو ما يستدعي تفعيل المادة 102 من الدستور المتعلق بشغور منصب الرئاسة بسبب المرض او الموت او الاستقالة..
ودأب بوتفليقة، الذي يرأس الجزائر منذ عام 1999، عن الاعلام عن رغبته في الترشح لانتخابات الرئاسة خلال ربع الساعة الأخيرة، وهو ما جرى عندما أعلن ترشحه لعهدة ثانية عام 2004، ثم عهدة ثالثة عام 2009، فالرابعة عام 2014.