أعلن سكان ومنتخبو إقليم آسا- الزاك استعدادهم للانخراط في أي مبادرة وطنية من شأنها وضع حد لمناورات خصوم الوحدة الترابية المتواجدين بمنطقة المحبس، التي تبعد بحوالي ب 160 كيلومترا عن الإقليم. موقف مواطني هذه البقعة الطيبة من الصحراء المغربية، لا يختلف عن موقف بقية المغاربة الذين اعلنوا عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، عن استعدادهم للمشاركة في عملية كنس أذناب الجزائر المتمترسين بالمنطقة العازلة، بإيعاز من نظام العسكر بالجزائر. ويأتي هذا القرار بعد إقدام عناصر من ميليشيات البوليساريو على زرع خيام بمنطقة المحبس، على بعد كيلومتر واحد من الجدار العازل؛ وهو ما دفع السلطات المغربية إلى إيفاد تعزيزات عسكرية مكثفة نحو الأقاليم الجنوبية، أمس الأحد، وتضم العديد من الشاحنات العسكرية المحملة بعناصر من الجيش المغربي إضافة إلى معدات عسكرية أخرى، في ردّ قوي على استفزازات عناصر البوليساريو التي تعتقد ان المغرب ليس قادرا على دكّ فلولها كما فعل في العديد من المناسبات قبل توقيع اتفاقية وقف اطلاق النار سنة 1991. وعبر أبناء اسا الزاك، عن موقفهم هذا، من خلال بيان أصدره منتخبو الاقليم جاء فيه أن "السكان يرفضون بشكل قاطع المساس بوحدة إقليم آسا الزاك، وبسيادة المملكة المغربية، بما في ذلك تراب جماعة المحبس، التي رواها المغاربة بدمائهم الزاكية دفاعا عن كل شبر منها. مثمنين السياسة الإرادية للمملكة في التعاطي مع ملف الصحراء على صعيد مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، التي يترجمها التجسيد الفعلي للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية". وأكد بيان الساكنة انه "على ضوء التطورات الأخيرة على الأرض والاختراق المفضوح للمنطقة العازلة من قبل البوليساريو، نسجل ضرورة بذل المزيد من الجهود لتحصين مكتسبات التنمية والأمن والاستقرار، والتي تحققت في الإقليم وكافة الأقاليم الجنوبية، في ظل الوحدة بفضل تضحيات الآباء والأجداد" .. ويأتي هذا البيان ليؤكد مدى تشبث ابناء الاقاليم الجنوبية بمغربيتهم، وهو موقف ليس بغريب على أبناء هذه الربوع من المملكة، حيث تَعَوَدَ أبناؤه على بذل التضحيات من أجل إعلاء راية الوطن والدفاع عن حوزته. إذ ليس غريبا على أبناء هذا الإقليم، كما جاء في تصريح صحفي لرئيس المجلس الإقليمي لآسا الزاك، أن يهبوا لتلبية نداء الوحدة، عن قناعة ثابتة بأن ما يربطهم بالمملكة المغربية وبملوكها الكرام أكثر مما يُفرقهم عنها، وهذا رأي فئات واسعة من سكان الإقليم الذي تشرّب أبناؤه قيم الوفاء للعهد... وفي هذا الإطار، قدم المجتمع المدني بإقليم اسا الزاك، حسب رئيس المجلس الاقليمي، اقتراحات عديدة لمواجهة تحركات البوليساريو، أبرزها تنظيم مسيرة إقليمية حاشدة، "لكن المجلس الإقليمي يريد عدم الاستعجال، مع تفكيره في عقد دورة استثنائية للمجلس يخصصها لتدارس الأوضاع في ظل ما ستشهده من تطورات على الأرض، وعلى الواجهات السياسية والدبلوماسية". وتجدر الإشارة إلى ان الإقليم يقطنه أزيد من 50 ألفا من السكان، ويضم 7 جماعات ترابية منها الجماعة الترابية المحبس، التي تشكل ثلث مساحة الإقليم، المعني بهذه التحديات الأمنية. ونظرا لوجود الإقليم على حدود متحركة (موريتانيا جنوبا والجزائر شرقا)، يضيف رئيس الجهة، فإن الأمر "يفرض عدم السماح للحركات المسلحة بأن تتحرك فيها بسهولة، وهي مسؤولية يمكن أن تضطلع بها بلادنا وأجهزتها الأمنية والعسكرية، في حال لم تقم الأممالمتحدة بمسؤولياتها".