تطورات مثيرة تنذر بها الأخبار القادمة من الأقاليم الجنوبية للمملكة، بعد إعلان سكان ومنتخبي إقليم آسا الزاك "استعدادهم للانخراط في أي مبادرة وطنية من شأنها وضع حد لمناورات خصوم الوحدة الترابية المتواجدين بمنطقة المحبس" البعيدة عن مدينة آسا الزاك ب160 كيلومترا. وأوضح بيان شديد اللهجة، أصدره منتخبو آسا الزاك، أن "السكان يرفضون بشكل قاطع المساس بوحدة إقليم آسا الزاك، وبسيادة المملكة المغربية، بما في ذلك تراب جماعة المحبس، التي رواها المغاربة بدمائهم الزاكية دفاعا عن كل شبر منها. مثمنين السياسة الإرادية للمملكة في التعاطي مع ملف الصحراء على صعيد مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، التي يترجمها التجسيد الفعلي للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية". وأورد البيان ذاته أنه "على ضوء التطورات الأخيرة على الأرض والاختراق المفضوح للمنطقة العازلة من قبل البوليساريو، نسجل ضرورة بذل المزيد من الجهود لتحصين مكتسبات التنمية والأمن والاستقرار، والتي تحققت في الإقليم وكافة الأقاليم الجنوبية، في ظل الوحدة بفضل تضحيات الآباء والأجداد". في السياق ذاته، أكد رشيد التامك، رئيس المجلس الإقليمي لآسا الزاك، أن "الاستفزازات الخطيرة التي تباشرها البوليساريو بمنطقة المحبس لم تأثر على السير العادي للأمور داخل الإقليم"، مشيرا إلى أن "تحركات الجبهة فيها تحدّ كبير، استدعى إصدار بيان قال فيه المنتخبون والسكان كلمتهم بالإجماع". وأورد التامك، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الإقليم يقطنه أزيد من 50 ألفا من السكان، ويضم 7 جماعات ترابية منها الجماعة الترابية المحبس، التي تشكل ثلث مساحة الإقليم، المعني بهذه التحديات الأمنية نظرا لوجوده على حدود متحركة (موريتانيا جنوبا والجزائر شرقا)؛ ما يفرض عدم السماح للحركات المسلحة بأن تتحرك فيها بسهولة، وهي مسؤولية يمكن أن تضطلع بها بلادنا وأجهزتها الأمنية والعسكرية، في حال لم تقم الأممالمتحدة بمسؤولياتها". وأضاف النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة أن "المجتمع المدني بالإقليم قدم اقتراحات عديدة لمواجهة تحركات البوليساريو، أبرزها تنظيم مسيرة إقليمية حاشدة؛ لكن المجلس الإقليمي يريد عدم الاستعجال، مع تفكيره في عقد دورة استثنائية للمجلس يخصصها لتدارس الأوضاع في ظل ما ستشهده من تطورات على الأرض، وعلى الواجهات السياسية والدبلوماسية". وختم التامك تصريحه بأن "الآسوين مجتمع تَعَوَّدَ أفرادُه على بذل التضحيات من أجل إعلاء راية الوطن والدفاع عن حياضه، وليس غريبا على أبناء هذا الإقليم أن يهبوا لتلبية نداء الوحدة، عن قناعة ثابتة بأن ما يربطنا بالمملكة المغربية وبملوكها الكرام أكثر مما يُفرقنا عنها، وهذا رأي فئات واسعة من سكان الإقليم الذي تشرَّب أبناؤه قيم الوفاء للعهد". تجدر الإشارة إلى أن الأقاليم الجنوبية تشهد احتقانا غير مسبوق بعد إقدام عناصر من ميليشيات البوليساريو على زرع خيام وتنظيم وقفات احتجاجية بمنطقة المحبس، على بعد كيلومتر واحد من الجدار العازل؛ وهو ما دفع السلطات المغربية إلى إيفاد تعزيزات عسكرية رفيعة شوهدت تتجه نحو مدينة العيون، أمس الأحد، وتضم العديد من الشاحنات العسكرية المحملة بعناصر من الجيش المغربي إضافة إلى معدات عسكرية أخرى، في رسالة قوية مفادها أن الرباط مستعدة لجميع الاحتمالات، بما فيها الخيار العسكري. *صحفي متدرب