أشاد الرئيس المؤسس لمنتدى "كرانس مونتانا"، جان بول كارترون، اليوم الجمعة بالداخلة، ب"العمل المكثف" لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تطوير العلاقات مع البلدان الإفريقية وخاصة مع بلدان جنوب الصحراء، مذكرا في هذا الصدد بأن المغرب يعد من بين أوائل المستثمرين بإفريقيا، والبلد الذي يستقبل أكبر عدد من الطلبة الأفارقة في مؤسساته الجامعية. وقال كارترون، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى "كرانس مونتانا"، التي تميزت بالرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في أشغال هذه الدورة، "يوجد في المغرب شيء متميز يعود الفضل فيه إلى وجود ملكية عريقة ومتبصرة"، مشيرا إلى أن "الانسجام بين احترام التقاليد التي نتشبث بها، والحداثة التي تعد أمرا أساسيا لتقدم مجتمعاتنا، وتحقيق الاندماج العالمي الذي نتطلع إلى تحقيقه جميعا، موجود هنا بالمغرب". وأكد جان بول كارترون، أن المغرب بصدد تحقيق "معجزة إفريقية" بمدينة الداخلة، التي تحتضن للسنة الرابعة على التوالي أشغال هذا المنتدى، بحضور أزيد من ألف مشارك من مستوى رفيع، يمثلون أكثر من 100 دولة. وأوضح كارترون، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة للمنتدى والتي حضرها على الخصوص، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وعدد من أعضاء الحكومة وشخصيات إفريقية ودولية مرموقة، أن "المغرب بصدد إرساء نموذج لمعجزة إفريقية بالداخلة"، مبرزا أن "الكثير من الشباب الإفريقي فقدوا الأمل في بلدانهم والمغرب بصدد إحياء هذا الأمل من خلال احتضانه لهذا المنتدى بالداخلة، ليبرهن للشباب على أن المعجزة ممكنة وأنها فقط مسألة إرادة". وقال في هذا الصدد "إننا نعطي بالداخلة مثالا جميلا لما يمكننا أن نحققه في القارة الإفريقية". وأبرز كارترون الإصلاحات الكبرى التي قام بها المغرب في مختلف المجالات، وخاصة الاقتصادية والصناعية وعلى مستوى البنيات التحتية وكذا في المجال الاجتماعي، مسجلا أن هذه الإنجازات هي ثمرة رؤية وإرادة حكومية وتعبئة لموارد مهمة. وينقسم برنامج هذه التظاهرة إلى جزأين، الأول ينظم بمركز الندوات بجوهرة الجنوب من 15 إلى 17 مارس الجاري، والجزء الثاني سينظم على متن الباخرة "رابسودي" التي ستنطلق من الداخلة نحو الدارالبيضاء من 18 إلى 20 مارس الحالي. وتشكل هذه الدورة مناسبة لتبادل الآراء والأفكار بين مسؤولين حكوميين من مستوى عال وممثلين عن عالم الأعمال والاقتصاد، حول عدد من المحاور الرئيسية، من بينها على الخصوص "الأمن الغذائي والفلاحة المستدامة" و"اقتصاد المحيطات وقطاع الصيد البحري" و"الطاقات المتجددة والثورة الإفريقية الخضراء"، و"إفريقيا .. محطة رئيسية لطريق الحرير". كما سيناقش المشاركون "التعاون الإقليمي في مجال الصحة العمومية"، وكذا "التدبير الحضري الشامل، التحدي الجديد لإفريقيا". وستناقش الدورة، أيضا، قضايا النساء والشباب، في إطار جلسات استثنائية لمنتدى النساء الإفريقيات، ورواد المستقبل الجدد الذي يحتفي هذه السنة، كذلك، بالفاعلين الرئيسيين في النهضة الإفريقية. وستتميز أشغال هذه الدورة، أيضا، بتسليم جائزة منتدى كرانس مونتانا 2018 لإفريقيا والتعاون جنوب- جنوب لمصطفى سيسي لو، رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، اعترافا بعمله "من أجل الاندماج والحرية وازدهار شعوبها" ومن أجل "جهوده المبذولة لتكريس حرية تنقل الأشخاص والسلع في فضاء المجموعة وفي المنطقة بكاملها". ويعد منتدى (كرانس مونتانا)، الذي يتواجد مقره بجنيف، منظمة دولية تعمل على "تشجيع التعاون الدولي والنمو الشامل وتعزيز مستوى أرفع من الاستقرار والإنصاف والأمن".