كشف محافظ بنك الجزائر، محمد لوكال، أمس الإثنين 11 فبراير الجاري، أرقاما صادمة عن الوضع المالي بالجزائر، وذلك خلال عرضه للتقرير السنوي النقدي والمالي، أمام نواب المجلس الشعبي الوطني. وبعدما ذهبت تقديرات سابقة للجهاز التنفيذي لتداول 1300 مليار دينار خارج النظام المصرفي أو ما يعرف بالسوق السوداء، كشفت أرقام محافظ بنك الجزائر أن الكتلة النقدية المتداولة خارج المجال المصرفي تتجاوز ال4 ألاف مليار دينار ب780 مليون، إلا أنه ما بين 1500 الى 2000 مليار من هذه الكتلة النقدية أي حوالي 200 ألف مليار سنتيم هي قيمة الكتلة النقدية المكتنزة من قبل الأعوان الإقتصاديين خارج القنوات الرسمية، وشدد محافظ البنك أن استقطاب أموال السوق السوداء تعد أولوية ضمن إستراتيجية المصارف. وقدر محافظ بنك الجزائر، محمد لوكال، السيولة المالية المتداولة خارج النظام المصرفي، أي في السوق السوداء بحوالي 4675 مليار دينار، أي قرابة 500 مليار سنتيم، فيما أكد أن احتياطي الصرف ختم السنة الماضية بتراجعه تحت عتبة 100 مليار دولار واستقر عند 97.3 مليار دولار، وهو الرقم المزمع أن يتراجع لينتهي به المطاف عند قرابة 85 مليار دولار نهاية السنة الجارية، حسب تقديرات وزارة المالية، وذلك بالرغم من التعافي النسبي لسعر النفط. وكانت تصريحات لخبراء في مجال المالية قد كذبت الأرقام المصرح بها من قبل الجهاز التنفيذي بخصوص الموضوع، والتي بقيت متضاربة إلى غاية تصريح محافظ بنك الجزائر، المخول قانونا بالخوض في الموضوع، إذ أكد المحافظ أن الأموال المتداولة في السوق الموازية ( السوداء ) فعلا قد تراجعت بمبلغ 105 مليار دينار خلال شهر واحد، أي شهر دجنبر 2017، وذلك نتيجة وضع حيز التنفيذ لتعليمة بنك الجزائر الصادرة في أواخر أكتوبر 2017 المتعلقة بتوطين الواردات من السلع بهدف بيعها . وحسب تصريحات محافظ بنك الجزائر فإن ارتفاع قيمة الاورو تسببت في خفض الدينار، من جهة اخرى أشار المتحدث إلى أنّ الناتج الداخلي الخام بلغ نهاية السنة الماضية 2.2 بالمائة، مقدرا نسبة التضخم خلال نفس الفترة ب 5.6 بالمائة. ومعلوم أن نسبة التضخم تعد أحد أهم مؤشرات تقييم القدرة الشرائية الذي ذهبت تقديرات بنك الجزائر الى تراجعها حسب الأرقام التي قدمها لوكال. ويرى المتتبعون للشأن المالي في الجزائر ان ما يقع في خذا البلد هو نتاج للسياسة الفاشلة للحكومات المتعاقبة منذ سنوات السبعينات عندما كان الدينار مدعما بالبترول فكانت الدولة انذاك تشتري السلعة بثمن مرتفع وتبيعها بثمن رمزي ( بالخسارة )، ومع دخول الجزائر اقتصاد السوق تحولت بحبوحة العيش الى "زلط" حقيقي...