واصل الدينار الجزائري انحداره القوي في السوق النقدية الرسمية،بعد أن بلغ سعر شراء 1 أورو أزيد من 195 دينار في السوق السوداء وتجاوز 127 دينار في البنوك، ليوصف هذا التقهقر للدينار "الأكثر حدة" على الإطلاق،وهوانهيار غير مسبوق تعرفه العملة الوطنية، ما ينذربكارثة حقيقية في الميزانية في حال عدم تدارك الوضع الراهن. ويرى المتتبعون ان من بين اهم الاسباب التي ساهمت في ارتفاع سعر الأورو راجع بالدرجة الأولى إلى موسم السياحة والسفر ، بعد انتعاش سوق ما يطلق عليه اسم " السكوار"، وهو أكبر سوق سوداء لبيع العملة في الجزائر، حيث هناك اقبال كبير هذه الأيام في عز موسم الاصطياف والسفر على هذا السوق ، إذ يتوافد الجزائريون بالمئات يوميا لصرف الدينار واقتناء العملات الأجنبية، خاصة الأورو والدولار. وما زاد في تفاقم هذه الوضعية الكارثية للدينار الجزائري اقبال المعتمرون والحجاج الذين يقومون باقتناء العملة الصعبة في هذه الفترة. ويبقى المغتربون الذين يأتون من الخارج خاصة فرنسا، الرابح الأكبر في التعاملات، لأن صرف اليورو الذي يجلبونه معهم يضمن لهم عائدات أعلى، خاصة وأن سعر الصرف يفوق بكثير ذلك المطبق في البنوك. من جهة أخرى، يحذر الخبراء من انعكاسات تهاوي سعر برميل النفط على العملة الوطنية والتي يمكن أن تحدث كارثة حقيقة للدينار في حال تراجع سعر البرميل. من جهة اخرى حذّر خبراء في الاقتصاد من تآكل احتياطي الصرف الوطني، والذي ستكون عواقبه وخيمة على الاقتصاد في حال لم تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة لحمايته، خاصة بعد الاعتراف الأخير لمحافظ بنك الجزائر، الذي قال إن احتياطي الصرف تراجع في ظرف 4 أشهر ب 8 ملايير دولار من 129 مليار شهر جوان الماضي إلى 121.9 مليار في سبتمبر المنصرم، وهو ما يعني أنه سيتلاشى نهائيا بعد 3 سنوات على أقصى تقدير. وقد بدأ احتياطي الصرف في التآكل مع بداية التراجع أو السقوط الحر لأسعار البترول التي تجاوزت 50 من المائة في أقل من سنة واحدة، حيث أدى ذلك إلى اعتماد الحكومة على الاحتياطي للتكفل ببعض المشاريع الحساسة العالقة والتي كان من الضروري استكمالها. هذا وعلق احد التجار الجزائريين – ساخرا – على هذه الوضعية الكارثية للدينار الجزائري وقال عندما تجد دولة تدعي انها دولة اقليمية لا تجد لديها ولو بنك واحد في الخارج فأنتظر الكارثة ، وتساءل كيف يعقل ان يذهب المواطن الجزائري سحب امواله من البنك فيخبر ان السيولة غير موجودة ؟ واضاف ان الغريب في الامر حينما يرسل الاب من الخارج قدر من المال فغالبا ما يصطدم ابنه امام الامر الواقع بسحب حوالة ابيه عبر دفعتين او ثلاث….. محمد علي مبارك