كشف التقرير السنوي عن وضعية النشر والكتاب في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية أن عدد المنشورات، التي تم نشرها باللغة الفرنسية، خلال السنة الماضية، عرفت تراجعا ملحوظا، مقابل تواصل مسلسل التعريب. التقرير، الذي تُنجزه مؤسسة "الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية"، وجد أن حصيلة النشر بالمملكة في 2017 بلغت نحو 3 آلاف و833 وثيقة. وتتضمن هذه الوثائق الكتب، والمجلات، والمنشورات الإلكترونية، وفق المؤسسة ، التي أعلنت نتائج التقرير يوم الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي بالدار البيضاء. وشكلت المنشورات العربية القسم الأكبر من حصيلة 2017، إذ وصلت في سنة 2017 إلى ألفين و470 وثيقة، ضمنها 4205 كتابا، و335 مجلة. وبهذه الحصيلة، اكتسحت العربية مجوع المنشورات بالمغرب خلال سنة 2017 بنسبة 81.88 بالمئة. وبالمقابل، تراجعت المنشورات باللغة الفرنسية بالمقارنة مع قوة حضورها خلال العقود الثلاثة التي أعقبت الاستقلال المغربي من فرنسا، إذ لم يتجاوز عدد الوثائق المنشورة بالفرنسة خلال السنة الماضية 543 وثيقة، ضمنها 427 كتابا، و116 مجلة. وبهذه الحصيلة، بقيت نسبة الفرنسية محدودة في 14 بالمائة. وعلقت مؤسسة "الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية عن هذه الإحصائيات قائلة إن مسلسل التعريب في قطاع الثقافة بالمغرب يرسخ بشكل واضح. وأرجعت المؤسسة ترسخ التعريب إلى عاملين أساسيين هما اتساع قاعدة المتعلمين وتزايد أعدد طلبة الجامعات في التخصصات الأدبية والاجتماعية والانسانية، التي خضع تدريسها إلى التعريب في أواسط السبعينيات. وفي المقابل يقول التقرير، تشهد اللغة الأمازيغية نموا متباطئا حسب التقرير الذي ذكر أنه لم يصدر بهذه اللغة بين عامي 2016/2017 سوى 66 كتابا، أي بنسبة 2.25 بالمائة من مجموع الكتب المنشورة بالمغرب. وأشار التقرير إلى أن اللغة الأمازيغية تعرف نموا متباطئا، مشيرا إلى أن الإبداع الأدبي يعتبر النجال المستقطب للكتابة الأمازيغية، بنسبة 95.5 بالمائة، من حصيلة المنشورات الأمازيغية، وهي موزعة حسب الأنواع الأدبية كما يلي: دواوين شعرية (28 عنوانا)، مجموعات قصصية (19 عنوانا)، روايات (5 عناوين)، نصوص مسرحية (7 عناوين)، منوعات أدبية (عنوانين). وخلص التقرير إلى أن النشر بالأمازيغية مازال في بداياته، حسب ما تم رصده خلال السنوات الثلاث الأخيرة، رغم الجهود المبذولة سواء من قبل السلطات العمومية أو مؤسسا المجتمع المدني. ومن بين مجموع الوثائق، تمثل المطبوعات 2937 من الكتب، و453 من المجلات، أما الوثائق الإلكترونية فتشمل 260 من الكتب، و183 من المجلات. وباعتماد النسب المئوية، تمثّل المنشورات الورقية 88 بالمائة من حصيلة النشر المغربي في المجالات المعرفية التي شملها التقرير. أما بخصوص اللغات الأجنبية الأخرى، فلم تتعد المنشورات باللغة الإنجليزية 24 وثيقة، ضمنها 22 كتابا وممجلتين، لتبقى نسبة لغة شكسبير في حصيلة النشر المغربي لسنة 2017 محدودة في 0.75 بالمائة. وبالمقابل، لم تتجاوز المنشورات باللغة الإسبانية 17 كتابا في سنة 2017، لتنحصر نسبة الإسبانية في حصيلة النشر بالمغرب في 0.58 بالمائة.