كشف التقرير السنوي عن "وضعية النشر والكتاب في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية 2015 /2016"، أن نسبة حضور اللغة العربية في قطاع النشر انتقلت من 58 في المائة في أواسط الثمانينات، لتصل إلى 82.5 في المائة خلال سنة 2015/ 2016، أما فيما يخص اللغة الفرنسية، فقد تراجعت إلى 394 عنوانا، حيث إنها لم تعد تغطي إلا 14.5 في المائة من المنشورات المغربية. التقرير الذي تم تقديمه مساء أمس الثلاثاء، بالدار البيضاء، من طرف مدير "المشروع التوثيقي العلمي" لمؤسسة الملك عبد العزيز للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية محمد الصغير جنجار، خلال ندوة صحفية، أشار إلى أن المنشورات باللغة الأمازيغية عرفت نموا متباطئا، إذ لم يصدر منها خلال هذه الفترة سوى 50 عنوانا، مضيفا أن هذا العدد وإن كان يشكل ضعف ما صدر خلال الفترة 2014/ 2015، إلا أن النسبة تظل هزيلة إذ لا تصل إلى 2 في المائة من مجموع المؤلفات التي تم رصدها خلال السنة. وقال مدير تحرير التقرير الصغير جنجار، إن "الحصيلة الإجمالية لمنشورات هذه السنة، حققت نسبة نمو بلغت 19 في المائة مقارنة بسنة 2015/2014، مع تسجيل دخول المجلات المغربية للمجال الرقمي بنسبة 35.25 في المائة من المجلات المحصل عليها"، موضحا أن حركة قطاع النشر بالمغرب خلال هذه السنة عرفت توجها أساسيا على مستوى توزيع الإنتاج المنشور حسب الحقول المعرفية، تمثل في هيمنة الحقول التي عرفت تعريبا عميقا على مستوى التعليم الجامعي خاصة. وفيما يتعلق بالإبداع الأدبي المغربي، قال جنجار، إنه يشغل مكانة أساسية في مجال النشر بالمغرب، بنسبة 25 في المائة من مجموع الكتب الصادرة خلال الفترة 2015 /2016، موضحا أن هذا الإنتاج يعكس من خلال تمظهراته اللسانية "جملة التحولات الثقافية العميقة التي عرفها المجتمع المغربي منذ ثمانينات القرن 20، وهي تحولات تتجلى أساسا في التقلص المتدرج للإنتاج المغربي المكتوب باللغة الفرنسية"، الذي لم يعد يمثل سوى 13 في المائة من مجموع الإبداع الأدبي المنشور، مقابل هيمنة اللغة العربية بنسبة 80 في المائة، في حين أن اللغة الأمازيغية، بالكاد تجد لها مكانا متواضعا ضمن الإنتاج الأدبي رغم أن كتابها يشتغلون حصريا في المجال الأدبي. وأشار جنجار، إلى أن وضعية النشر الإلكتروني بالمغرب، عرفت بعض الدينامية مقارنة بما جاء في تقرير 2014/ 2015، حيث بلغت العناوين التي تم جردها لهذه السنة 96 عنوانا، أي ما يقارب 3.4 في المائة من مجموع المنشورات المغربية، وأضاف أن المؤسسات العمومية تستحوذ على الجزء الأكبر بنسبة 98 في المائة (94 عنوانا)، وتتنوع بين تقارير ودراسات وأعمال وندوات، وهي متاحة مجانا. وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، عملت في إطار نشاطها البيبليوغرافي والإعلامي المتمثل في متابعة حركة النشر والكتاب على المستويات المحلية والعربية والدولية، وإعداد بنوك معلومات بيبليوغرافية تخدم الباحثين والقراء بصفة عامة، على إعداد التقرير الثاني الذي يرمي للإسهام في تقريب مهنيي الكتاب.