عقدت المعارضة الموريتانية بكافة أطيافها المناوِئة لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، أول لقاء في نواكشوط لتنسيق الجهود تحضيرا لانتخابات 2019 الرئاسية التي يفترض أن ينتخب فيها رئيس جديد حسب الدستور. وأعلن ولد سيدي عبد الله، وهو أستاذ جامعي من أشرس وأنشط المدونين المعارضين للرئيس الحالي، عن نجاح الاتصالات التي أجراها على مدى عدة أسابيع بالقوى المعارضة الحزبية وغير الحزبية، من أجل تنظيم لقاء تشاوري وفتح نقاش سياسي يهدف إلى توحيد الصف والعمل المشترك بين هذه القوى. وقال إن "هدفنا من هذا اللقاء الأولي، هو محاولة زرع الثقة بين الجميع وخلق مناخ جديد لقوى المعارضة مجتمعة تستطيع من خلاله تطوير نضالها وعملها، الشيء الذي سيكون أكثر تأثيرا في الساحة من عملها كأيدٍ متفرقة يصارع بعضها بعضا، ونحن نتمنى أن يكون هذا اللقاء فاتحة عهد جديد". وتفاعل كبار الكتاب والمدونين مع هذا الحراك الأول من نوعه، حيث حللوا في مقالات ومعالجات واقع المعارضة والحالة السياسية الراهنة وتلاحق الاستحقاقات الانتخابية في السنتين الحالية والمقبلة وهو ما يضع موريتانيا، حسب هؤلاء الكتاب، أمام تحديات خطيرة. وأكد المعارض ولد مولود، رئيس المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة ورئيس حزب اتحاد قوى التقدم المعارض، إن الانتخابات الرئاسية في 2019 ستحدد مستقبل موريتانيا ومنطقة الساحل. وأضاف ولد مولود، في تصريحات لجريدة الأخبار الموريتانية، أن مسألة المشاركة أو المقاطعة في هذه الانتخابات ليست مطروحة كأولوية في الوقت الحالي بالنسبة للمعارضة الموريتانية. واعتبر رئيس المنتدى أن موريتانيا تمر في الوقت الحالي بظرف حساس، محذرا من انفجار أزمة سياسية تُدخِل البلاد في حالة صعبة كما حدث في بلدان أخرى لا قدر الله، بحسب تعبيره. مواجهات بين الشرطة وانصار حركة "إيرا" واعتبر ولد مولود أن البلد معرض للانفجار بفعل الظلم والقمع وانهيار القوة الشرائية والانفلات الأمني في مجمل المدن الكبيرة، وانهيار المنظومة التربوية بشكل كامل خلال السنوات الأخيرة. وتحدث في بالتفصيل عن "العُدّة" التي اعدتها المعارضة لمواجهة سيناريو بقاء محمد ولد عبد العزيز في السلطة. بدورها، وبمناسبة اختتام مؤتمرها الثالث أصدرت حركة "إيرا" (مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية الموريتانية)، أول أمس الجمعة ، وثيقة عبرت فيها عن تمسكها بخطها المعارض للنظام الحاكم في موريتانيا، مع انفتاحها على المعارضة السياسية فى البلاد. وأكد بيرام ولد الداه، رئيس الحركة، لوسائل إعلام محلية أن المؤتمر الثالث لمنظمته "كان محطة مفصلية استعرضنا فيها انجازاتنا وقومنا بروح نقد ذاتي بناء مسيرتنا وحددنا فيها على ضوء استشراف متأن وجهتنا ومعالم رؤيتنا ". وقال بيرام : "سنبقى ثابتين على نهج النضال السلمي القوي ضد العبودية والطبقية والإقطاعية وضد كل محاولات التخفي وراء شرعيات فقهية مزورة؛ فالإسلام ديننا الذي نفخر به ونعتز، وهو دين الحرية والتحرير وهو الملهم الأول لنا في نضالنا الصارم ضد الظلم والاستعباد". واضاف :"ان أساليب وطرق وأولويات نضالنا خلال المرحلة المقبلة لا بد أن تواكب التطورات وأن تتسم بالمزيد من الانفتاح والتعاون مع كل القوى التقدمية الوطنية الديمقراطية وبطبيعة الحال مع المناضلين بحق وصدق من أجل قضية ‘‘الحراطين‘‘ (الأرقاء السابقون) العادلة ومن أجل وقف التمييز ضد السود الموريتانيين وضد «المعلمين» (الصناع التقليديون) وضد كل المستضعفين من كل المتضررين من الظلم في جميع الشرائح والمكونات، كما أننا نمد يد التعاون لجميع القوى التقدمية والتحررية في محيطنا الإقليمي وبعدنا العربي الإسلامي وقارتنا الأفريقية والمنظمات والهيئات الدُّولية المنافحة عن كرامة البشر". الشرطة تقمع مظاهرة طلابية بنواكشوط وكانت الحركة قد عقدت مؤتمرها داخل منزل رئيسها بيرام ولد الداه، بحضور عدد من السياسيين والحقوقيين، إلا أن السلطات منعتها من ذلك لكونها غير مرخص لها بالعمل حسب القانون الموريتاني، مما حدا بحاكم مقاطعة الرياض في العاصمة نواكشوط إبلاغ رئيس حركة (إيرا) بيرام ولد اعبيدي بعدم الترخيص للأنشطة التي يقوم بها في منزله، واستدعي ولد اعبيدي إلى مكتب حاكم مقاطعة الرياض من طرف فرقة أمنية، قبل أن يعود إلى منزله. للإشارة فالسلطات الموريتانية ترفض الترخيص لحركة (إيرا) وتتهمها بمحاولة ضرب وحدة البلاد الوطنية، فيما تتهم (إيرا) السلطات برعاية ما تبقى من مظاهر العبودية في البلاد. ويضم المنتدى أهم أحزاب المعارضة غير المحاورة للحكومة، التي قاطعت الاستفتاء الأخير حول تعديل الدستور، ورفضت تغيير العلم والنشيد وإلغاء مجلس الشيوخ. وهي تغييرات تمت بواسطة استفتاء شعبي في شهر غشت الماضي.