أكد أسامة التونسي، ابن الفنان الكبير عبد الرؤوف، أن الحالة الصحية لوالده مقلقة للغاية منذ أن تم نقل فجر الاثنين إلى مصحة "جرادة" بمدينة الدارالبيضاء، بعد إصابته بوعكة صحية تفاقمت مضاعفاتها مع برودة الطقس. وأضاف أسامة التونسي في اتصال مع "تليكسبريس"، أن صحة والده تدهورت بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة، وازدادت معاناته مع مرض "الضيقة"، وأصبحت رئته لا تقوى على ذلك، طالبا الدعاء بالشفاء العاجل لوالده، فهو بمثابة أب لجميع المغاربة. عبد الرحيم التونسي المشهور بعبد الرؤوف ولد مع الثالثة صباح يوم الخميس 27 دجنبر 1936 بسيدي فاتح بالمدينة القديمة رمى أولى خطواته على خشبة المسرح بداية الستينيات، حيث اشتهر الفكاهي الشاب حينها بلباسه الفضفاض المميز وبمظهره الطفولي وحسه الهزلي، الذي يشد إليه الكبير قبل الصغير. في ظرف سنوات قليلة أضاء نجم عبد الرؤوف سماء المغرب بأكمله، فأينما حل وارتحل الفكاهي تجمهر الناس من حوله وأنصتوا إليه بانتباه شديد، بل إن صالات المسارح كانت تكتض بالجماهير المحبة لشخصية عبد الرؤوف. هذا الأخير وجد في هموم الشارع المغربي كنزا ثمينا ينهل منه موضوعات سكيتشاته. وإلى يومنا هذا فإن عبد الرحيم التونسي ما زال وفيا لشخصية عبد الرؤوف، التي تختزل في جوهرها تاريخ الفن الفكاهي بالمغرب على مدى 50 سنة تقريبا. عبد الرؤوف لم تكن حياته مضحكة كمسرحياته بل إنها محزنة على الأرجح فبعد طفولة يتيمة، يقرر عبد الرؤوف الالتحاق المبكر بالحركة الوطنية فتم اعتقاله وتعذيبه من طرف الفرنسيين وسيطلق سراحه بعد حصول المغرب على الاستقلال، سيشتغل في مصنع للسيارات وسيتحطم عموده الفقري تحت ثقل إحدى السيارات بعد ذلك اختار المسرح ليكتشف عبد الرحيم التونسي شخصية عبد الرؤوف ببساطته وبلاهته ليجعلها شخصيته الثانية التي يتعايش معها عبد الرحيم حد التماهي.