يقوم الرئيس ماكرون، اليوم الاربعاء، بزيارة "عمل وصداقة"، وليست زيارة رسمية أو زيارة دولة، ومن المستبعد أن تأتي الزيارة بأشياء كبيرة، عدا بعض البروتوكولات والاتفاقيات التي سيتم توقيعها، لكن الاتفاقيات المهمة سيتم تأجيلها حتى يعود ماكرون ويقوم بزيارة دولة إلى الجزائر في وقت لاحق، حتى وإن كانت الرئاسة الفرنسية تقول إن الهدف من الزيارة هو تعزيز العلاقات الاقتصادية وتطوير الاستثمارات، وبحث قضايا الأمن في الساحل وفي المنطقة. وتخوض العاصمة الجزائرية منذ يومين، حسب ما أوردنه جريدة القدس العربي اليوم، سباقا ضد الساعة تحسبًا لوصول الرئيس الفرنسي، إذ شرعت السلطات المحلية في عملية تزيين وطلاء للشوارع والجدران والأرصفة، فضلا عن إغلاق الحفر في الطريق مهما كانت بسيطة، كما شوهد وجود عدد كبير من رجال الأمن بينهم ضباط رفقة مسؤولين من رئاسة الجمهورية في مدخل شارع العربي بن مهيدي قرب البريد المركزي في قلب العاصمة، الذي ينتظر أن يزوره الرئيس الفرنسي ويترجل فيه مئات الأمتار. كما شرعت قوات الشرطة في تأمين المكان، ومنع أصحاب السيارات من ركنها في شارع العربي بن مهيدي الذي يمر عبر ساحة الأمير عبد القادر وصولا إلى مسجد الإمام عبد الحميد بن باديس ومنه إلى ساحة بور سعيد، وقد تفاجأ سكان الشارع والعاملون فيه على اعتبار أنه يضم مقار عدد كبير من الشركات والمؤسسات وحتى الصحف، فضلا عن كونه شارعا تجاريا في الكثير من المحال بأنهم ممنوعين من ركن سياراتهم، قبل أكثر من 24 ساعة على وصول الرئيس الفرنسي، واضطر عدد من رجال الشرطة إلى الاعتذار بلباقة للمواطنين، فيما تم رفع السيارات التي تركها أصحابها مركونة منذ الأمس. يذكر أن هذه الزيارة كان من المفترض أن تأتي مباشرة بعد انتخاب ماكرون رئيسا للجمهورية الفرنسية، على اعتبار أن الرؤساء الفرنسيين في السنوات الأخيرة تعودوا على أن تكون الجزائر أول وجهة لهم خارج أوروبا بعد انتخابهم، لكن "ظروف" الرئاسة الجزائرية حالت دون أن تتم هذه الزيارة. وكان الرئيس السابق فرانسوا هولاند قد زار الجزائر مباشرة بعد انتخابه ثم عاد إليها في زيارة دولة في دجنبر 2012، لكن الأمر بالنسبة لماكرون اختلف، لأنه لم يتمكن من زيارة الجزائر بعد انتخابه، لأن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لم يكن يستقبل الضيوف الأجانب طوال أشهر، وبالتحديد منذ الزيارة الملغاة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في فبراير الماضي وكذا تلك التي كان الرئيس الإيراني حسن روحاني مقررا ان يقوم بها.