قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق بالرباط، إن انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا المعروفة اختصارا ب"سيدياو"، سيعود بالنفع أولا على هذه المجموعة التي ستكون محظوظة بوجود المغرب ضمن أعضائها، إذ أن وجود المملكة سيدفع بالتنمية الاقتصادية قدما في هذه الدول. وأكد الدكتور تاج الدين الحسيني، في تصريح ل"تليكسبريس"، أن انضمام المغرب لهذه المجموعة أصبح مسألة مساطر وإجراءات فقط، سيتم اتخاذها في قمة أبوجا بنيجريا منتصف الشهر الجاري، بعدما سبق أن أعطى رئيس مجموعة "سيدياو" موافقته المبدئية على انضمام المملكة المغربية لهذا التجمع الاقتصادي بدول غرب إفريقيا. واعتبر تاج الدين الحسني أن مجموعة من النقط تصب في صالح قبول ملف المغرب الانضمام إلى هذا التجمع القاري، على رأسها الدور الأساسي الذي يعلبه المغرب كمستثمر في مجموعة من هذه الدول التي تكون سيدياو، فهو المستثمر رقم 1 قبل جنوب إفريقيا بهذه الدول، التي تجمعه بها علاقات تاريخية واقتصادية في مختلف المجالات، خاصة ساحل العاج، حيث تتمركز العديد من النشاطات الاستثمارية المغربية في هذا البلد الذي يعتبر ركيزة أساسية في هذا التجمع الاقتصادي الهام. وأضاف أن انضمام المغرب إلى مجموعة سيدياو سيعطي دفعة جديدة للتعاون جنوب - جنوب وسيكرس التوجه والخطب التي ما فتئ جلالة الملك يتحدث خلالها عن ثقة إفريقيا في نفسها والانطلاق نحو التنمية والتعاون على أساس رابح - رابح في مختلف المجالات والمعاملات والتطلع نحو مستقبل أفضل. وتوقع الدكتور تاج الدين الحسني أن يعطي المغرب دفعة جديدة لهذا التجمع القاري، وسيلعب دورا مهما في تنمية المنطقة التي ستصبح تكتلا اقتصاديا مهما داخل الاتحاد الإفريقي في ظل وجود قيادات شابة وضعت صوب عينها تنمية القارة أولا، بعيدا عن منطق الأيدلوجيات والولاءات التي ولى زمنها، وأصبح البعد الاقتصادي والتنموي والبيئي والروحي حاضرا ومتحكما في العلاقات بين الدول الإفريقية. وأشار أستاذ العلاقات الدولية بالرباط إلى أن مؤسسات مغربية رائدة في إنتاج الأسمدة أصبحت تركز نشاطاتها في مجموعة من الدول الإفريقية بهدف تحقيق الأمن الغذائي للقارة في أفق سنة 2025. وخلص الحسيني إلى القول إن انضمام المغرب إلى هذه المجموعة سيغير النظرة الجيوسياسية لهذه الرقعة من إفريقيا، كما أن انضمام المملكة سيفتح الباب أمام عودة موريتانيا إلى هذا التكتل بعد مغادرته سنة 2000، وقد تلتحق أيضا تونس التي سبق وأن أعلنت عن رغبتها في الانضمام إلى سيدياو. وينتظر أن تصبح مجموعة دول غرب إفريقيا، المعروفة اختصارا باسم "سيدياو"، في حال انضمام المغرب إليها، القوة الاقتصادية ال 16 عالميا، متجاوزة تركيا ومقتربة من أندونسيا من حيث ناتجها الداخلي الخام، خاصة وأن مجموعة "سيدياو"، تضم 320 مليون مواطن يعتبرون أكثر شعوب الأرض شبابا، ويعيشون داخل 15 بلدا إفريقيا (بنين، بوركينافصو، الرأس الأخضر، غامبيا، غانا، غينيا، غينيا بيساو، كوت ديفوار، ليبريا، مالي، النيجر، نيجيريا، السنغال، سيراليون، الطوغو). أما المكاسب الدبلوماسية والجيوسياسية لهذا الانضمام فلا تخفى على أحد، سواء بالنسبة لقضيتنا الوطنية أو بالنسبة لمكانة المغرب التي يتوقع أن تتعزز على الساحة الإفريقية والدولية.