قال محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال، اليوم الجمعة بالريصاني، إن المغفور له الملك الحسن الثاني كان "ماسكا لخيوط التدافع السياسي بكثير من الحنكة والإقتدار". وأكد محمد الأعرج، خلال الندوة الافتتاحية للدورة الثانية والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف، أن موضوع "الحياة السياسية في المغرب على عهد جلالة الملك الحسن الثاني"، الذي تتناوله هذه الندوة هو موضوع "على قدر كبير من الغنى والتشعب إذا استحضرنا ما عرفه عهد المغفور له الملك الحسن الثاني من كثافة وتشعب للأحداث السياسية، إن على المستوى الوطني أو الدولي، كان فيها هذا الملك العظيم، في أغلب الأحيان، ماسكا لخيوط التدافع السياسي بكثير من الحنكة والإقتدار". وبمسافة زمنية من هذا العهد الحافل بالأحداث، يضيف محمد الأعرج، يتضح "للمختصين والمراقبين وكذا للعموم، أن استقرار المغرب وسيره في درب النماء والازدهار، يجد تفسيره، أو جزءا كبيرا من تفسيره، في تبصر الملك الحسن الثاني وفي بعد نظره ودقة قراءته للأحداث الوطنية والدولية". وأردف السيد الوزير بالقول "إن الرصيد السياسي لعهد الحسن الثاني كان حقا بالكثافة التي جعلت حضوره مستمرا في الغياب. لذلك فنحن نلتئم اليوم حول موضوع تلتقي فيه المضامين التاريخية والفكرية بعناصر التشويق والإثارة." وأشار وزير الثقافة والاتصال، إلى أن هذه الجامعة راكمت "رصيدا طويلا من الإنجازات العلمية والفكرية المرتبطة بتاريخنا الوطني بفضل جهود أعضاء اللجنة العلمية الذين واكبوا هذا المحفل العلمي بعملهم الجاد وعطاءاتهم المتواصلة"، معربا لهم جميعا عن شكره وتقديره الفائق، كما تقدم إليهم وإلى جميع المشاركين في هذه الجامعة وروادها وكل الحاضرين، بأحر التعازي وأطيب المواساة على إثر إنتقال عضو اللجنة العلمية الأستاذ عبد اللطيف الشادلي إلى عفو الله، ضارعا إلى الله أن يتغمده برحماته الواسعة ويلهم ذويه الصبر وحسن العزاء. " واعتبر الأعرج أن "استمرار هذه الجامعة وإشعاعها لزمن طويل يسجل أيضا في لائحة فضائل المنظمين من مسؤولي وأطر وزارة الثقافة والاتصال والسلطات المحلية والمنتخبين، وأبناء المنطقة الأعزاء الذي دأبوا على احتضان هذه الجامعة بما يليق من اعتبار واعتزاز". واستحضر السيد الوزير، في كلمته بالمناسبة، الأهداف الأخرى لهذا الملتقى والتي تتمثل في تناول قضايا صون التراث الثقافي بمختلف تجلياته وتوفير التجهيزات الثقافية وتلبية الحاجيات الحقيقية والملحة للمواطنين، وذلك وفاء لمضامين الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في الدورة السابعة عشرة لهذه الجامعة. وفي ختام كلمته، جدد السيد الوزير الشكر لرئيس اللجنة العلمية وأعضائها على جهودهم القيمة في التحضير العلمي لأشغال الجامعة، وخص بالشكر والتقدير السيد الوالي والسيد رئيس الجهة على حسن الاستقبال وعلى الجهود التي تبذل كل سنة لإنجاح هذا الملتقى. كما شكر من خلالهما السلطات الإدارية والأمنية والعسكرية والوقاية المدنية، وتوجه بالشكر أيضا إلى السيد رئيس المجلس البلدي وكل المنتخبين، وإلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وقطاع الاتصال على إغنائهما لمحاور هذا اللقاء بشريط وثائقي في موضوع "الحسن الثاني، الملك الباني، المغرب والإصلاحات الدستورية" ومعرض حول "البعد الإفريقي للمغرب"، و إلى كل الأساتذة المشاركين في هذه الدورة بالغ تقديرنا، وإلى اللجنة المنظمة مركزيا وجهويا ومحليا، وكل الإعلاميين الحاضرين موفور اعتبارنا ولساكنة تافيلالت ونواحيها وزوارها وكل المتتبعين موفور تقديرنا.