انطلقت، أمس الجمعة بدار الثقافة الداوديات بمراكش، أشغال الندوة الختامية للدورة العشرين لجامعة مولاي علي الشريف، المنظمة، على مدى يومين، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حول موضوع "مصادر التأريخ لعهد جلالة الملك الحسن الثاني". ويندرج عمل هذه الجامعة في إطار تعزيز الجهود الأكاديمية الجامعية الرامية إلى إبراز ثراء خزانة التاريخ المغربي المتنوع بالدراسات والبحوث، والإسهام في تقديم وتسليط الضوء على الدور الحاسم للأسرة العلوية وملوكها العظام في تأسيس وتدعيم الدولة المغربية الحديثة. وأكد مؤرخ المملكة، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، عبد الحق المريني، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الدورة والدورات المقبلة تندرج في إطار تعزيز رسالة جامعة مولاي علي الشريف لإبراز الجهود التي بذلها ملوك الدولة العلوية الشريفة لتدعيم الدولة المغربية والمحافظة على كيانها والدفاع عن وحدتها وحماية حدودها وسلامة شعبها. من جهته، قال رئيس الجماعة الحضرية لمراكش، محمد العربي بلقايد، إن مراكش حظيت بعناية كبيرة من لدن جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، الذي رسم تاريخ المغرب بمحطات هامة ومسيرات تنموية مظفرة ليؤسس دولة حديثة بمؤسساتها الدستورية، مذكرا ببعض المحطات الحاسمة في عهد جلالته من مدينة مراكش كالمسيرة الخضراء سنة 1975، وعقد قمة الاتحاد المغرب العربي سنة 1982، وتنظيم القمة العالمية للتجارة "الغات" سنة 1994. وأبرزت ممثلة مجلس جهة مراكشآسفي، من جانبها، أن هذه الدورة تعتبر نافذة من النوافذ للاطلاع على تاريخ المملكة العريق، مشيرة إلى أن عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني، قدس الله روحه، كان فترة زاخرة بالأحداث والمنجزات لبناء المغرب المستقر. وقالت إن خطب جلالة المغفور له الحسن الثاني شكلت مصدرا لا محيد عنه للتأريخ لعهده لما حققه من منجزات وما كان يصبو إليه من أهداف وغايات، معربة عن أملها في المزيد من الاهتمام بهذا الجانب من قبل المؤرخين والباحثين والأساتذة المهتمين بالنهضة المستمرة التي عرفها المغرب في عهده على جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. من جانبه، أكد والي جهة مراكشآسفي محمد مفكر، أن عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني شكل، بشهادة الكثير من المؤرخين، مرحلة مهمة من تاريخ المغرب المعاصر، والتي أرست دعائم الدولة المغربية الحديثة بفلسفة استشرافية أثبت التاريخ نجاعتها وحسن الاختيارات الشاملة التي تم تبنيها. وخلال هذه الجلسة قدم مؤرخ المملكة عبد الحق المريني العرض الافتتاحي حول "الحسن الثاني ملك التحدي"، حيث قال، في هذا الصدد، إن التحدي شمل كل ما يمكن أن يصيب هذا البلد الأمين سواء من صنع البشر أو الطبيعة، مذكرا أن جلالة المغفور له الحسن الثاني كان حاضرا، وهو ولي للعهد، بجانب والده جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراهما، في جميع محطات الكفاح. وأشار إلى أن جلالة المغفور له الحسن الثاني سلك مسار التحدي من خلال طريق الكد والاجتهاد وتحصيل العلوم والشهادات الجامعية العليا والاهتمام بمجريات الأحداث الدولية والصراعات العالمية ومسايرة عن كتب التقدم الإنساني العالمي. وأضاف أن هذه هي طريق المسؤولية الكبرى وطريق الملك إلى أن سار ملكا هماما وعاهلا فذا، حيث وضع جلالته، رحمة الله عليه، أسس الدولة المغربية وأسس الحريات العامة، فضلا عن التحدي الذي أطلقه جلالته لسقي مليون هكتار من خلال تشييد أزيد من 40 سدا لسقي الأراضي الفلاحية وتوفير المياه الشروب للمواطن. بعد ذلك تم عرض شريط وثائقي تحت عنوان "محطات من حياة ملك عظيم" من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ثم افتتاح معرض خاص بصور جلالة المغفور له الحسن الثاني من إعداد المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وافتتاح معرض المسكوكات والأوراق البنكية من إعداد مؤسسة بنك المغرب. وسيتناول المشاركون في هذه الندوة الختامية لهذه الدورة، التي تنظمها وزارة الثقافة، محورين وهما "لمحات من منجزات ومواقف جلالة المغفور له الحسن الثاني" و"نماذج من مصادر التأريخ لعهد جلالة المغفور له الحسن الثاني".