تبنت مجموعة تنسب نفسها إلى "السلفية الجهادية" هجوما استهدف الاثنين الماضي آخر فندق يقدم الكحول في مدينة سيدي بوزيد (وسط غرب) مهد الثورة التونسية. وقال وائل عمامي المتحدث باسم المجموعة الخميس لفرانس برس "نحن تتبع السلفية الجهادية" وان الهجوم كان بناء على "طلب من السكان"، على حد قوله.
وتابع أن المجموعة أخذت على عاتقها مقاومة انتشار نقاط بيع الخمر في سيدي بوزيد "إثر تشكيات عديد السكان" وأمام "عدم تدخل الشرطة".
وحوكم وائل عمامي أواخر 2007 بالسجن المؤبد في ما بات يعرف في تونس بقضية "مجموعة سليمان" قبل أن يتم الافراج عنه بداية 2011 ضمن "عفو عام" أقرته السلطات إثر الاطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي هرب إلى السعودية.
وبداية 2007 جرت مواجهات دامية في مدينة سليمان (30 كلم جنوب العاصمة) بين قوات الامن ومجموعة سلفية أطلقت على نفسها "مجموعة أسد بن الفرات" أسفرت عن مقتل 12 سلفيا وضابطا بالجيش التونسي وعنصرا من الشرطة، بحسب مصادر رسمية.
ويقول محامون إن نظام الرئيس المخلوع سجن حوالي 2000 تونسي من المنتمين إلى التيار السلفي تم الافراج عنهم جميعا في "العفو العام".
وقال وائل عمامي ان ما بين 15 و20 سلفيا "كسروا قوارير الخمر" في نزل "الحرشاني" وهو آخر نقطة توزع فيها المشروبات الكحولية في سيدي بوزيد بعد أن أجبر السلفيون محلات لبيع الكحول مرخص لها من الدولة، على الاغلاق خلال حملات نفذوها منذ مايو الماضي.
ونفى أن يكون رفاقه اعتدوا بالضرب على زبائن الفندق مضيفا انهم أطلقوا سراح شخص اختطفوه يوم الحادثة عندما حاول تصوير الهجوم بهاتفه النقال.
وقال إن هذا الشخص لم يصب بأي مكروه وأن السلفيين احتجزوه للتأكد من انه لم يلتقط أي صور لهم.
وأبلغ صاحب الفندق، جميل الحرشاني، فرانس برس ان نحو 70 سلفيا اقتحموا الفندق وخربوا الحانة والمطعم وقاعة الاستقبال وخلعوا غرف الطابق العلوي مخلفين له خسائر قال إنها قد تصل إلى 100 ألف دينار (50 ألف يورو).
واتهم الحرشاني السلفيين بسرقة نحو 1000 دينار (500 يورو) من خزينة الفندق.
وقال إنه أبلغ الشرطة قبل ربع ساعة من الهجوم على فندقه إلا أنها لم تحضر.
وذكر بان السلفيين هددوه قبل عشر أيام من شهر رمضان الفائت ب"القتل" وبحرق الفندق إن واصل بيع الكحول.
وأضاف أنه تقدم بشكوى للنائب العام تمت إحالتها إلى شرطة سيدي بوزيد التي قال إنها "لم تحرك ساكنا".
ويومي 19 و20 مايو 2012 هاجمت مجموعات سلفية حانات مرخصا لها في سيدي بوزيد وخربتها واعتدت على مرتاديها، كما أحرقت مخزن خمور وأربع شاحنات تملكها شركة لبيع المشروبات الكحولية وتوزيعها بالمنطقة، واشتبكت مع تجار خمور وشبان غاضبين من غلق الحانات.
وكانت تلك أول مرة يهاجم فيها سلفيون حانات في تونس منذ فوز حركة النهضة الاسلامية في انتخابات 23 أكتوبر 2011.
وكان راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة أعلن خلال الحملة الانتخابية للحركة أن النهضة لن تغلق الحانات أو تمنع توزيع الكحول في البلاد إن وصلت إلى الحكم.
وتنشر وسائل إعلام محلية في الفترة الأخيرة أخبارا حول حملات أمنية ضد تجار الخمور غير المرخص لهم.