قال ادريس الكنبوري، الباحث والمتخصص في الجماعات الإسلامية وقضايا الإرهاب، إن المغرب يعتبر شريكا قويا لأوربا في محاربة آفة التطرف. وأضاف الدكتور الكنبوري، في اتصال أجرته معه "تليكسبريس"، أن المغرب يتوفر على نموذج ديني قابل للتعايش مع الوضع في أوروبا، شريطة أن يتم خلق بنيات مؤسساتية وأتباع استراتيجية علمية للانتشار في أوروبا وأكد الكنبوري، أنه بعد هجمات برشلونة خلال شهر غشت الماضي وتورط إمام مغربي ضمن الخلية الإرهابية (قُتل في عملية تفجير داخل المنزل الذي كانت تتواجد به قنينات غاز كان سيستعملها في عمليات إرهابية) بعد هذا الحادث، أصبح التركيز يتم بشكل كبير على الأئمة، حيث شرعت بعض الدول الأوروبية التدقيق في حياة وارتباطات وأفكار بعض الأئمة المشكوك فيهم، لكن هذه الإجراءات ليست خاصة بالأئمة المغاربة فقط، بل بجميع الأئمة العاملين في المساجد الأوروبية، وخير مثال أن بلجيكا قام أخيرا بطرد إمام سعودي. وأوضح ادريس الكنبوري، أن مشكلة الأئمة تتجاوز مثل هذه الإجراءات الأمنية، فالدول الأوروبية مسؤولة بشكل كبير عن انتشار الفكر المتطرف في صفوف الجاليات المسلمة، من خلال الترخيص للمساجد السرية والسماح لأشخاص غير مرتبطين ببلدانهم الأصلية ومؤسساتها الدينية بالقيام بدور الإمامة فيها، مضيفا أن بعض هؤلاء الأئمة يشكون من غياب الثقافة الدينية السليمة التي تجمع بين الإسلام وبين فهم الواقع الأوروبي الذي يعيشون فيه، ما يجعلهم يروجون لأفكار معادية للمجتمعات الأوروبية وتكرس نزعة الانفصال عوض ثقافة الاندماج والتعايش، كما أن بعض هؤلاء الأئمة قد يكون مرتبطا بالتنظيمات الإرهابية. لذلك، يقول الكنبوري، يمكن القول بأن المغرب يلعب دورا مهما في تأطير الجالية المغربية بالخارج، من خلال إرسال الأئمة والمرشدين الدينيين في بعض المناسبات خاصة في رمضان، وإن كان هذا غير كاف، واليوم يتبع المغرب سياسة أكثر جدية وعقلانية ترتكز على تكوين الأئمة العاملين في البلدان الأوروبية، بعد إنشاء مؤسسة محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين، التي يدرس فيها عدد من الأئمة من فرنساوبلجيكا وبلدان إفريقية، وبعد مات برشلونة اتفق المغرب واسبانيا على تأطير الأئمة في المملكة الايبيرية.