بدأت، اليوم الاثنين، في أجواء متوترة محاكمة عبد القادر مراح، شقيق محمد مراح الذي قتل باسم الجهاد في مارس 2012 سبعة أشخاص بينهم ثلاثة عسكريين من اصول مغاربية وثلاثة اطفال من مدرسة يهودية، بتهمة "التواطؤ" في الاعتداء. وستعقد جلسات محاكمة عبد القادر مراح والتي من المقرر ان تستمر شهرا واحدا، امام محكمة جنائية، ووضعت المحاكمة تحت مراقبة مشددة في ظل تزايد التهديد الارهابي في فرنسا، وفي وقت تبنى فيه تنظيم جهادي هجوما اوقع قتيلين الاحد في مرسيليا. وكانت اعتداءات محمد مراح اولى الهجمات الارهابية التي تشهدها فرنسا منذ تلك التي نفذتها الجماعة الاسلامية المسلحة الجزائرية في 1995. وتحصن القاتل في شقة تمت محاصرته فيها 32 ساعة وسط تغطية من وسائل الاعلام في جميع انحاء العالم. وفي 22 مارس شنت قوات خاصة للشرطة الفرنسية الهجوم وقتلت محمد مراح. ومحور المحاكمة سيكون تحديد الدور الدقيق لعبد القادر مراح (35 عاما) في الاعتداءات التي نفذها شقيقه بمفرده. واتهم شقيق محمد مراح بانه ساعد "عن قصد الاعداد" لجرائم شقيقه وذلك خصوصا من خلال مساعدته على اخفاء الدراجة التي استخدمها في الهجمات. ومثل معه فتاح ملكي (34 عاما) الذي اعترف بانه سلم محمد مراح سترة واقية من الرصاص ومسدسا رشاشا من نوع "عوزي" وذخائر. واعترف المتهمان بالوقائع المادية لكنها انكرا معرفتهما بالنوايا الاجرامية لمحمد مراح. وقد يحكم على عبد القادر مراح بالسجن مدى الحياة وملكي بالسجن عشرين عاما. وقال رئيس المحكمة فرانك زينتارا في بداية الجلسة التي دارت في اجواء صاخبة بين الدفاع والطرف المدني، "ان الوقائع التي ننظرها رهيبة". واثارت والدة عبد القادر مراح لغطا معاديا في دكة الاطراف المدنية بالقاعة حين وجهت قبلة لابنها، كان رد فعل صامويل ساندلر جد ووالد قتلى المدرسة "حثالة". وقال اوليفييه موريس محامي اسرة احد العسكريين القتلى بيد محمد مراح "نشعر ببعض الغضب وثقل الافعال المرتبكة من محمد مراح حاضرة بقوة في هذه القاعة". من جانبه قال المحامي مهنى موهو موكل لطيفة بن زياتن والدة اول عسكري قتل بيد مراح "ان المواجهة تنذر بان تكون صعبة" مضيفا "المتهمون ينكرون وبالنسبة للاسر الامر اشبه بعملية قتل ثانية". وخصص اليوم الاول من المحاكمة للنداء على 232 طرفا مدنيا ومن سيعلنون عن انفسهم اثناء الجلسة اضافة الى 49 شاهدا و11 خبيرا طلبت شهادتهم، وذلك قبل عرض الوقائع. وطلب ايريك دوبون موريتي محامي عبد القادر مراح الاستماع كشاهد الى الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الداخلي برنار سكارسيني الذي حاول سحب شهادة امام المحكمة. وكشفت التحقيقات في جرائم محمد مراح اخلالات في عمل اجهزة الاستخبارات الفرنسية التي لم تعتبر مراح تهديدا في وقت ادى فيه عدة زيارات لسوريا وباكستان ومصر. ورفض المحامي الادلاء باي تعليق قبل بدء الجلسات. وقال في وقت لاحق "لا فائدة من تعبيري الان. نحن في لحظة عاطفية وليس هناك من يصغي الي. وما علي قوله ساقوله في الجلسة وفي مرافعتي". وقال عبد الغني الشقيق الاكبر لمحمد مراح لاذاعة فرنسا الدولية "في اسرة مراح كانت هناك ارضية كراهية خصبة". واضاف منددا بالتاثير السلبي لشقيقه عبد القادر "حاول والدانا تربيتنا من خلال صدمة ما بعد الاستعمار بين فرنسا والجزائر وكراهية اليهود (..) محمد مراح كان القنبلة والسلفيون شكلوا الصاعق".