في متابعة غريبة وتأويل مغرض لطقوس فقراء ومريدي الطريقة الكركارية، كتبت جريدة الخبر، القريبة من المخابرات الجزائرية، خبرين على التوالي الأول بعنوان: "الكركرية... طائفة جديدة تصدم الجزائريين!، نُشر امس الثلاثاء 22 غشت الجاري، والثاني تحت عنوان " الكركرية.. لماذا الآن؟" نشرته الجريدة اليوم الاربعاء. المقالان، وخاصة الثاني، يندرجان في ما يسمى بنظرية المؤامرة التي يلجأ إليها النظام الجزائري كلما تعلق الامر باستفحال ازماته وتهريب النقاش حول الاسباب الحقيقية لهذه الازمة التي لا تخرج عن طبيعة النظام والعقليات المتنفذة داخل دواليبه التي لا تريد الرحيل وترك الشعب الجزائري يعيش وفقا لإرادته.. مقال الخبر، عاب على الجزائريين اتباع هذه الطريقة بسبب ما سماه "الطقوس الغريبة والمثيرة، التي جرت مؤخرا بضريح مداح الرسول "ص" الولي الصالح، سيدي لخضر بن خلوف، شرقي الولاية على بعد 50 كيلومترا، والتي "خلّفت حالة من الذهول وسط زوار الضريح، الذين طرحوا عدة تساؤلات حول ما يحدث أمامهم". وبعد الاجهاد في تفسير مصدر الطريقة ومنبعها وأصولها والأهداف من وراء ظهورها في الجزائر "في هذا الوقت بالذات"، لم تتوانى الجريدة والواقفون من ورائها في اتهام المغرب بمحاولة نشر هذه الطريقة في الجزائر وإلهاء الشباب عن صحيح الدين واعتبروا الطريقة "ضالة ومضلة"، مشددين على أهمية الحفاظ على ما سموه ب"الهوية الدينية للجزائر، وهي الهوية التي تعتمد على الصحيح من الدين والثابت من الأحكام وعلى وحدة المسلمين عقيدة وفقها وسلوكا"، كذا! التأويلات المغرضة للنظام الجزائري والتهويل من القضية ذهبت حد توقيف أحد المؤذنين، حيث أوردت جريدة الخبر، أمس الاربعاء، قول مدير الشؤون الدينية الجزائرية بأن "مصالحه بادرت إلى استقصاء نمو هذه الظاهرة التي حسبه منتشرة في العديد من الولايات ما يتطلب إجراء إحصاء وطني للحد منها بعد أن باتت تهدّد المرجعية الدينية للجزائريين.." ياسلام.. واضافت الجريدة بان المؤذن الموقوف يشتغل بأحد مساجد بلدية بن عبد المالك رمضان شرق مستغانم في إطار عقود ما قبل التشغيل منذ سنة 2014. وقد تأثر حسب أصدقائه بشيخ الطريقة محمد فوزي الكركري". والحقيقة أن الطريقة الكركارية، هي طائفة صوفية سنية لا تختلف عن الطرق والطوائف الدينية المنتشرة في الجزائر والمغرب الأقصى، إلا في شكل اللباس أو الثياب المثير للانتباه والجدل، وبعض الأصوات والطقوس التي تستعملها أثناء الزيارات التي تقوم بها للأضرحة والمقامات الدينية والروحية. كما أن فقراء الطريقة، التي يوجد ضريح دفينها بالعروي قرب الناظور، يقومون بجولات في المغرب وفي الجزائر، وهي جولات معروفة عندهم منذ سنين وليست وليدة اليوم كما يدعي الابوقا الاعلامية للنظام الجزائري، وليس للنظام المغرب أي دخل في ذلك بل هي ممارسات وطقوس تمارسها الطريقة الكركارية شأنها في ذلك شأن باقي الطرق والزوايا المنتشرة في ربوع المغرب، مادام ذلك لا يشكل أي مساس بالقانون وبعقيدة المغاربة.. وقد نشرنا في تلكسبريس شريط فيديو، اعده طاقمنا في شهر يونيو المنصرم، حيث التقى بمجموعة من الفقراء التابعين للطريقة وهم في طريقهم من الرباط إلى مكناس وهذا هو الشريط الذي يوثق للحدث، ويدحض بذلك ادعاءات النظام الجزائري الذي يرى في كل شيء شبح المغرب الذي اضحى يشكل عقدة لدى العسكر في الجارة الشرقية.. شريط الفيديو الذي انجزه طاقم تليكسبريس خلال لقاء بعض فقراء الطريقة الكركارية في يونيو 2017