تحت عنوان "الكركرية"..طائفة دينية جديدة تفتن الناس"، كتبت جريدة الشروق الجزائرية محذرة من الطريقة الكركرية، معتبرة أنها طائفة مخزنية يستعملها المغرب لاختراق المجتمع الجزائري. القصة بدأت حينما أعلن شاب جزائري ينحدر من بلدية حجاج، شرقي مدينة مستغانم اعتناقه للطريقة الكركرية، ومبايعة شيخها. ظهور الشاب الجزائري مرتديا ثيابا مرقعة، ووصفه لشيخ الكركرية فوزي الكركري ب"مجدد العصر كان كافيا لكي يشن الإعلام المحلي ورجال الدين هجوما قويا على الطريقة واتهامها بفتنة الناس، والخروج عن المذهب المالكي. ونقلت الشروق الجزائرية تصريحا لشيخ الطريقة القادرية في الجزائر، الشيخ حساني حسان، حذر فيه من الاختراق الأجنبي للجزائر والذي أخذ أشكالا وصورا عديدة، فالمذاهب الصوفية باتت مستهدفة وأصبح كل من هب ودب يأتي بطريقته الخاصة"، بحسبه. وتعرف الطريقة الكركرية، التي يقع مقرها في مدينة العروي بالمغرب بأنها "طريقة تربوية تهدف إلى إيصال العباد إلى تحقيق مقام الإحسان حتى يتمكنوا من الجمع بين العبادة والشهود ( أن تعبد الله كأنك تراه ) البخاري وبين السلوك والمعرفة حتى تكون حياتهم كلها لله رب العالمين، لذلك تدعو أتباعها إلى الإلتزام بالكتاب والسنة في كل أحوالهم". وتزعم الطريقة أن سندها يتصل بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مرورا بالإمام الشاذلي، كما تزعم أنها تمتاز كذلك، بسهولة الفتح أو سرعته، فالمريد في هذه الطريقة يفتح الله عليه في أقرب مدة وأسرع وقت بفضل الله تعالى"، بحسبهم. وتقول الطريقة الكركرية أنها " تمتاز بملازمة السنة في الأقوال والأفعال والأحوال، وإنها تمزج بين الفناء والبقاء، فتلميذها فان باق في الوقت نفسه، وأنها طريقة تجمع جميع مدارس التصوف ومشاربه، فتجد فيها تصوف الفقيه، وتصوف العابد، وتصوف المنطقي والحكيم والطبيعي، كل واحد يجد فيها مشربه الذي يلائمه". وبالعودة إلى موقعها الإلكتروني نجد أن شيخها هو محمد فوزي الكركري، الذي لا يذكر اسمه إلا مصحوبا بعبارة قدس الله سره. وتقول الطريقة أن شيخها فوزي الكركري " هو الإمام الأكبر والكنز الأفخر الذي من وجده وجد الكبريت الأحمر، ومن صحبه نال العز الأكبر، الساطعة شمسه في سماء الحقيقة، ووارث سر الذات ، والمؤيد بنور الصفات". وتشير الطريقة أن شيخها فوزي الكركري ولد سنة 1974 بقبيلة تمسمان بريف المغرب، وتلقى تعليمه الأولي والإعدادي في مدينة الحسيمة، ثم سافر إلى مدينة تازة ليكمل تعليمه الثانوي، إلا أنه أوقف تعليمه الدراسي وانفتح على مدرسة الكون الكبرى، حتى يتأهل لحمل أعباء الولاية، بحسب زعمه. وتذكر الطريقة أن فوزي الكركري هجر أهله بعد مغادرته للمدرسة، وخرج سائحا في أرض المغرب، ينتقل من ضريح إلى آخر، قبل أن يعود ذات مرة إلى مسقط رأسه للقاء شيخه وعمه الحسن الكركري، الذي أدخله الخلوة، وظل يصاحبه إلى حين وفاته، حيث أذن له إذنا كاملا في قيادة الطريقة سنة 2007. ويتضح من الموقع الإلكتروني للطريقة الكركرية أن أتباعها يوجدون في مختلف دول المغرب الكبير، وكذا في أوروبا وأستراليا وأسيا، ورغم إعلانها عن اتباع القرآن والسنة، إلا أن عددا من شهادات مريديها الذين يدعون وصولهم إلى السماء السابعة، ورؤية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وباقي الأنبياء والرسل يقظة، وحديثهم عن عجائب "الخلوة"، وطريقة لباسهم الغريبة، جعلت الكثيرين يتهمونهم بترويج الجهل والخرافة.