سادت حالة من الهدوء الحذر منطقتي باب التبانة ذات الأغلبية السنية وجبل محسن ذات الأغلبية العلوية، في مدينة طرابلس الساحلية شمال لبنان صباح اليوم الثلاثاء 21 غشت، بعد اشتباكات امتدت لساعات وأسفرت عن مقتل فتاة وإصابة أكثر من 20 شخصا. وبدأ تبادل إطلاق النار الاثنين وتواصل الثلاثاء بين حيي باب التبانة حيث الأغلبية السنية معادية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وجبل محسن المأهول بالعلويين ويؤيد النظام. واندلعت حرائق في عدد من المنازل فيما تضررت سيارات في الحيين.
وقال سكان إن مسلحين تراشقوا بإطلاق النار في المنطقتين وأطلقوا أيضا قذائف صاروخية في قتال استمر على فترات متقطعة طوال الليل رغم انتشار قوات في المدينة الساحلية.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية الرسمية للإعلام أن الهدوء الحذر تقطعه من حين لآخر أصوات القنص، مضيفة أن الجيش اللبناني يرد على مصادر النيران ويسير من حين إلى آخر دوريات عند الخط الفاصل بين المنطقتين. وكانت حدة الاشتباكات قد تزايدت في ساعات الصباح الأولى واستعملت خلالها مختلف أنواع الأسلحة لاسيما الصاروخية منها، وقد سجلت عملية نزوح لسكان المنطقة في اتجاه عمق المدينة.
وتضاعف الانتفاضة في سوريا التوتر في لبنان، الذي خضع للوصاية السورية طوال 30 عاما، وما زال منقسما إلى حد كبير بين مناصرين ومناهضين للنظام السوري. وتزايدت التوترات بين منطقة باب التبانة التي يقطنها السنة ومنطقة جبل محسن التي يقطنها العلويون منذ الانتفاضة في سوريا على الرئيس العلوي بشار الأسد وتطورات إلى أعمال عنف عدة مرات. وفي أسوأ الاشتباكات قتل 15 شخصا في أوائل يونيو حزيران في اشتباكات بين المنطقتين.