ارتفعت حصيلة القتلى في مدينة طرابلس في شمال لبنان منذ مساء الاثنين الى عشرة قتلى بعد وفاة جريح متأثرا باصابته ظهر الاربعاء في المواجهات بين مجموعات سنية وعلوية على خلفية الازمة السورية، بحسب ما افاد مصدر امني. مواجهات في شمال لبنان حصيلتها عشرات القتلى والجرحى هذا وقد دعت الاممالمتحدة الاربعاء الى تقديم مزيد من الدعم الدولي لحماية لبنان من تداعيات النزاع في سوريا المجاورة. وقال جيفري فيلتمان مساعد الامين العام للامم المتحدة ان الاشتباكات الدموية التي يشهدها لبنان بين انصار نظام الرئيس السوري بشار الاسد وبين المعارضين سلطت الضوء على ضرورة القيام بتحرك دولي. وقال فيلتمان "مع استمرار تدهور الازمة في سوريا، فان الوضع في لبنان اصبح اكثر خطورة، واصبح تقديم الدعم الدولي المستمر لحكومة لبنان وقواته المسلحة يزداد اهمية". واضاف في اجتماع لمجلس الامن حول الشرق الاوسط ان "التوترات التي سببتها المخاوف الداخلية والامنية لا تزال مرتفعة في هذا البلد، ويمكن ان تتفاقم بسهولة بفعل التطورات في سوريا". وازدادت المخاوف على استقرار لبنان حدة بسبب الاشتباكات التي خلفت ثمانية قتلى على الاقل في مدينة طرابلس الشمالية وكذلك عمليات الخطف، والقصف السوري على المناطق اللبنانية الحدودية. وقال فيلتمان ان اعتقال الوزير السابق ميشال سماحة للاشتباه بضلوعه في عمليات تهريب متفجرات من سوريا الى لبنان "عمقت المخاوف من محاولات لجر لبنان الى التوترات الاقليمية". واشار الى ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أجرى مؤخرا محادثات مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي حول الازمة "ولا يزال يركز على حماية استقرار وسيادة لبنان". وبسبب النزاع السوري يزداد التوتر في لبنان الذي عاش ثلاثين عاما من الهيمنة السورية ولا يزال يشهد انقساما حادا بين معارضي نظام الاسد ومؤيديه ومن بينهم حزب الله الشيعي. وجرح ايضا في الاشتباكات 84 شخصا، بينهم تسعة بعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم (14,00 ت غ). والقتلى والجرحى من المدنيين والمقاتلين. وقال مراسل وكالة فرانس برس ان اصوات تبادل اطلاق النار من اسلحة رشاشة لا تزال تسمع بتقطع في منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية والمعادية اجمالا لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وجبل محسن المأهول بالعلويين والمؤيد للنظام السوري. واشار الى ان حركة سيارات وافراد سجلت على مقربة من خط التماس بعد اعلان وقف لاطلاق النار واعادة انتشار للجيش اللبناني، ما يفسر الاصابات الاخيرة. وكان اجتماع عقد في منزل النائب محمد كبارة في طرابلس حضره عدد من النواب والفاعليات والقادة الامنيين ورجال دين وتم خلاله الاتفاق على وقف لإطلاق النار اعتبارا من الخامسة بعد الظهر. والجيش موجود اصلا في هاتين المنطقتين لضبط الوضع عند كل تدهور، ويعمل على الرد على مصادر اطلاق النار في كل مرة. وقد بدأ بعيد الخامسة تعزيز انتشاره في مناطق التوتر. واصدرت قيادة الجيش– مديرية التوجيه بيانا اعلنت فيه ان "قوى الجيش لم تنسحب لحظة واحدة من مناطق الاشتباكات او محيطها"، وانها "تؤدي واجبها التام في التصدي للمخلين بالأمن والرد بحزم وقوة على مصادر النيران من أي جهة كانت". الا ان الجيش يتعاطى كذلك، بحسب البيان، "مع الوضع بحكمة وتبصر لمنع تحويل المدينة الى ساحة للفتنة الإقليمية". واعلنت قيادة الجيش "نظرا الى خطورة الوضع ومنعا لمحاولة جر الفتنة الى لبنان كله"، عن "مبادرة الى اجراء حوار مباشر مع القيادات الميدانية المسؤولة في المدينة وخصوصا في باب التبانة وجبل محسن، من أجل وأد الفتنة ونزع فتيل التفجير". وجدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المتحدر من طرابلس الاربعاء تخوفه من "محاولات لتوريط لبنان اكثر فاكثر في الصراع الدائر حاليا في سوريا"، مشيرا الى ان "المطلوب من الجميع، مسؤولين وقيادات، التعاون لإبعاد لبنان قدر المستطاع عن النار المشتعلة من حوله وحمايته من الأخطار". وقال ميقاتي امام زواره، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، "ان الاحداث الدموية الجارية في طرابلس، هي في بعض جوانبها، محاولة جديدة لزج لبنان في الصراع الخارجي على نطاق واسع". واشار الى توجيهات اعطيت "للجيش اللبناني والقوى الأمنية لضبط الوضع بحزم ومنع كل مظاهر الإخلال بالأمن وتوقيف المتورطين في هذه الأحداث". وشهدت المنطقتان خلال الاشهر الماضية جولات عنف متكررة. ويتبادل الطرفان الاتهامات ببدء المعارك. وقال ابو محمود (45 عاما) من باب التبانة ان الحزب العربي الديمقراطي، ابرز حزب يمثل العلويين في لبنان، "مرتبط بالنظام السوري وينفذ كل ما يطلبه منه هذا النظام". في المقابل، قال المسؤول في الحزب العربي الديمقراطي علي فضة لفرانس برس "هناك تناقض في وجهات النظر بيننا وبينهم. نحن لا نريد ان نفرض آراءنا على احد، لكننا مستعدون للدفاع عن انفسنا اذا اضطررنا لذلك". ومنذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل 17 شهرا، يشهد لبنان المنقسم بين مؤيدين للنظام السوري وداعمين للمعارضة السورية، توترات امنية متنقلة.