تتواصل معاناة المواطنين الجزائريين مع ندرة المواد الغذائية وغلائها، خاصة مع حلول شهر رمضان الكريم .. فمنذ اليوم الأول من رمضان، يخوض الجزائريون رحلة بحث يومية عن كيس حليب، لدرجة أنّ بعضهم تجوّل عبر 5 بلديات بالعاصمة الجزائر خلال ساعات طوال، ليعود أدراجه خاليَ الوفاض. وكشفت يومية الشروق، التي قامت بجولة عبر بعض بلديات العاصمة، حجم الأزمة التي تعاني منها بلاد النفط والغاز، حيث أضحت اكياس الحليب ناذرة ولا تفي الكمية المطروحة في الاسواق بحاجيات السكان خاصة خلال شهر رمضان.. فمن أصل 4 محلات متواجدة بحي واحد، تضيف اليومية، يستفيد محل واحد فقط من مادة الحليب وليس بشكل يومي، ما يجعل الإقبال على المحل كبير جدا. وأكد صاحب محل بيع مواد غذائية بحي مايا بالعاصمة لذات اليومية، أنه في اليوم الأول لرمضان، تفاجأ عند ذهابه لفتح محله صباحا بطوابير من المواطنين الباحثين عن الحليب، وهو ما شكّل له ضغطا وارتباكا، خاصة أنه لا يعلم إن كان موزع الحليب سيحضر ام لا، وهي الظاهرة التي تكرّرت خلال يوم أمس. أما صاحب محل ببلدية القبة فأكّد لليومية، بيعه في اليوم الأول قرابة 200 كيس حليب البقر ب50 دج للكيس، ومن شدة تهافت المواطنين، انتهتْ الكمّية في أقل من ساعة من الزمن، والمؤسف يقول المتحدّث، "هو تصرف بعض المواطنين، والذين يملكون طفلا أو ثلاث فقط، لكنهم اشتروا في اليوم الأول بين 10 و20 كيس حليب" قبل أن يتفاجأ التاجر بهؤلاء يعودون في اليوم الموالي طالبين نفس الكمية، مضيفا أن "مثل هذه السلوكات، هي ما يتسبب في أزمة الحليب". وأرجع موزعو الحليب، أسباب الندرة إلى خفض حصة غبرة الحليب الموجّهة للملبنات من طرف الديوان الوطني للحليب "أونالي"، منذ مطلع 2017. واعتبر أحد الموزعين بالعاصمة أنه وزع خلال اليوم الأول من رمضان بين 4500 و6500 كيس حليب على المحلات، مؤكدا أنه لم يتمكن من تأمين طلبات جميع أصحاب المحلات الذين اتصلوا به في اليومين الأولين لرمضان، لدرجة أن هاتفه نفد شحنه من كثرة الاتصالات. ويتوقع الموزع، أن تستمر الندرة طيلة شهر رمضان وفصل الصيف، في حال لم تستعجل الحكومة الجديدة بإيجاد حلول للظاهرة.