استغرب العديد من المتتبعين لما يجري في الحسيمة من حراك، بعد أن اطلعوا على شريط فيديو ظهر فيه ناصر الزفزافي، أحد أبرز قادة هذا الحراك والناطق الرسمي باسمه، وهو يقوم بمقارنة بين الاستعمار الاسباني وما سماه ب"الإستعمار العروبي المغربي ". وقال الزفزافي، خلال وقفة احتجاجية، إن الاستعمار الاسباني كان أرحم من ما سماه بالاستعمار العروبي المغربي، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول الأهداف التي تحرك هذا الشخص، رغم أن بيانات وبلاغات المسؤولين عن الحراك يؤكدون فيها دائما بأن الحراك يهدف إلى تحقيق مطالب ذات بعد اجتماعي واقتصادي ولا علاقة له بما قيل من مغالطات بان من ورائه "مطالب انفصالية".. إن خطاب بعض الأشخاص داخل حراك الحسيمة، وعلى رأسهم ناصر الزفزافي، يكتنفه الغموض والتذبذب في كثير من الأحيان، وهو ما يستوجب التوضيح من طرف المسؤولين عن هذا الشكل الاحتجاجي، وذلك من خلال كشف كل من يريد جعل الحراك كمطية لتحقيق اهداف شخصية وتمرير اجندات بعض المجموعات القليلة العدد التي تنشط في اوربا تحت مسميات مختلفة، والتي ترفع شعارات متطرفة وتحنّ إلى النار والمطرقة والمنجل لإقامة جمهورية على منطقة سالت دماء ابنائها من أجل تحرير الوطن ووحدته.. الكلام الذي ورد في هذا الشريط، الذي لم نتمكن من تحديد تاريخه بالضبط ومكان تصويره، يطرح أكثر من تساؤل ويلقي بغموض على تصريحات أخرى للزفزافي نفسه الذي طالما ردد فيها التشبث بالثوابت الوطنية والوحدة الترابية وحديثه عن البوليس واعتبارهم اخوانا لناإلى غير ذلك من العبارات التي تجعله يتناقض مع تم التريح به في الشريط الذي يعتبر وثيقة تاريخية ويسائل الزفزافي قصد توضيح مواقفه وتحمل مسؤوليته وعدم الانجرار وراء حماسة الجماهير .. لن نخوّن أحدا ولن نجاري أحزاب الاغلبية التي اتهمت أبناء الريف بالخيانة والانفصال، لكننا ننبه الأخوة في الحسيمة بان الخطابات غير المسؤولة والتي يتم إطلاق الكلام فيها عن عواهنه ليست في مصلحة الحراك ولا الوطن، وقد حان الوقت ليتحمل كل واحد مسؤوليته التاريخية من خلال الإيمان بفضيلة الحوار والديمقراطية واحترام المؤسسات التي تعتبر عماد دولة الحق والقانون، وخلق لجان للحوار مع الحكومة باعتبارها المسؤولة سياسيا على ما يقع سواء في الريف او باقي المناطق الاخرى التي تعاني هي الاخرى بدرجات متفاوتة من الفقر والبطالة وغياب او افتقار البنيات التحتية..