أفادت مصادر جزائرية أن الرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي، يتجه نحو تأسيس حزب سياسي جديد يرتكز على الموروث الثقافي والسياسي لمنطقة القبائل الأمازيغية. وقالت ذات المصادر إن سعدي، المناضل السابق في "الحركة الثقافية الأمازيغية" مطلع الثمانينات من القرن الماضي، اتخذ من رمزية منطقة القبائل أساسامنصة لإعادة تجديد المشروع السياسي للمنطقة.
ويعتبر سعدي من الشخصيات المناضلة الكبيرة في المنطقة، حيث أطلق حزبه التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، مع بداية الانفتاح السياسي نهاية ثمانينات القرن المنصرم، بعدما انشق عن الحزب العريق في منطقة القبائل "جبهة القوى الاشتراكية" الذي أسسه المناضل التاريخي حسين آيت أحمد، في السنوات الأولى لاستقلال البلاد لمعارضة سياسة الحزب الوحيد..
وينتظر أن يعلن سعيد سعدي عن الحزب الجديد، خلال احتفالية "الربيع الأمازيغي" يوم 20 من شهر أبريل المقبل، في بلدة آيت أومالو بمحافظة تيزي وزو، على أن يحمل اسم "التجمع من أجل القبائل".
وقال بيان صادر عن مبادرة "التجمع من أجل القبائل"، قبل الإعلان رسميا عن تشكيله "إن التجمع يتطلع لأن يكون فضاء يجمع كل المنتسبين إلى منطقة القبائل الذين يتقاسمون مشروع استقلال سياسي أوسع لمنطقة القبائل في جزائر متعددة وديمقراطية".
كما يهدف الحزب الجديد إلى "الحصول على اعتراف من الدولة الجزائرية بخصوص وضع خاص لمنطقة القبائل، بما يسمح لها بتشكيل مؤسسات خاصة بها منها برلمان وحكومة جهوية ". وذكر منسق المبادرة حمو بومدين، بأن أولويات التجمع من أجل القبائل، تكمن في الحفاظ على هوية منطقة القبائل وترقية وتطوير اللغة والثقافة الأمازيغية، ورفض كل أشكال العنف، ومواصلة الكفاح من أجل الهوية والديمقراطية قبل وبعد الربيع الأمازيغي في أبريل 1980.
وتتميز منطقة القبائل، بخصوصيات ثقافية وسياسية مميزة منذ استقلال البلاد، وعرفت بمناهضتها لمشاريع السلطات المتعاقبة، ورغم محاولات النظام لاستدراجها إلى ايديولوجيته من حلال دمج العديد من الشخصيات المنتمية إلى المنطقة في الحكومات المركزية المتعاقبة، من أجل تلافي انتفاضاتها المتكررة، إلا ان المنطقة بقيت محافظة على ممانعتها ومعارضتها لكل أشكال الدمج القسري والتهميش الذي تتعرض له الثقافة واللغة الامازيغيتين..