رغم الحصار المضروب على المحتجزين في تندوف من طرف قيادة التنظيم الانفصالي والمخابرات الجزائرية، فإن المواطنين هناك يخلقون فرصا للتعبير عن غضبهم باللجوء إلى الكتابة على الجدران في جنح الليل أو تنظيم بعض التظاهرات كلما أتيحت الفرصة. وقد عرفت مخيمات الحمادة في الأيام الأخيرة، حيث ارتفع منسوب الغضب، تحركا احتجاجيا عبر عن نفسه بكتابات حائطية في مناطق متعددة في غفلة من حراس الليل ووصل إلى حد القيام بإحراق إطارات مطاطية والتعبير عن الاحتجاج علنا، رغم معرفة الجميع بالطابع الخشن والمتوتر لإبراهيم غالي الحامل لثقافة العسكر الجزائري الذي عاش معه أكثر مما عاش مع الصحراويين، وهو ما أفسد على العصابة الاحتفال بذكرى جمهورية الوهم، بعدما كان قد أصابها الإحباط بسبب اختراقات المغرب الكبرى في القارة الإفريقية التي قام الملك محمد السادس بزيارات ناجحة ومثمرة لدولها قبل وبعد التحاق المغرب بالاتحاد الإفريقي.
وقد كان رد العصابة الانفصالية هو اللجوء إلى الاعتقالات والمداهمات بطريقة عشوائية تعكس حالة عصبية من جهة ومن جهة أخرى تخوفا من أن يقود اليأس في المخيمات، خصوصا بعد تدهور الوضع الاقتصادي الجزائري وفشل قيادة غالي، المعروف بضعفه الفكري وبالخشونة التي ورطته في عمليات قتل بشعة يتابع فيها من طرف القضاء الإسباني بتهمة الجرائم ضد الإنسانية، أن يقود المحتجزين إلى تحدي الحجز وأن لا تنفع الآليات القبلية التي يتم استعمالها بشكل متخلف بهدف الإحراج أو الإساءة للسمعة .
ووفقا للأخبار الواردة من تندوف، فإن الأجواء وسط المخيمات محتقنة ومفتوحة على الاضطراب، ولم ينفع الهروب إلى الأمام الذي أقدمت عليه العصابة في الكركرات والترويج للأكاذيب بشأن الاتحاد الإفريقي في التخفيف من حدة ذلك الاحتقان.