وضعت مصالح المركز الترابي للدرك الملكي بعين عتيق التابعة لعمالة الصخيراتتمارة، أربعة أطر بينهم ممرض وحارسان عامان يشتغلون بمؤسسة خيرية بعين عتيق، رهن تدابير الحراسة النظرية بناء على أوامر وكيل الملك لإبتدائية تمارة، على خلفية اتهامهم باغتصاب نزيلات الخيرية وتعذيب بعضهن بسبب رفضهن إبتزازات جنسية. وبحسب يومية “الأخبار” التي أوردت الخبر في عددها الصادر يوم الخميس 26 يناير، أن نزيلتان بالخيرية من بينهما قاصر، تقدمتا بشكاية مباشرة لمصالح الدرك الملكي لعين عتيق، تؤكدان فيها تعرضهما لعملية تحرش جنسي انتهت باغتصاب، الأمر الذي استنفر الأجهزة الأمنية والقضائية بالعمالة، حيث باشرت فرقة خاصة من المركز القضائي أبحاثها في القضية تحت إشراف النيابة العامة.
وتضيف مصادر اليومية، أن التحريات الأولية في هذا الملف أسفرت عن اكتشاف تورط أربع أطر داخل المؤسسة، بينهم ممرض وحارسان عامان، وتمت مواجهتهما بأدلة خطيرة كانت قد أدلت بها الضحيتان من قبيل التهديد والتعذيب.
وأكدت مصادر الأخبار، أن مقر سرية الدرك الملكي بتمارة يعرف منذ السبت الماضي حركة غير عادية، بعد أن تقاطرت عليه نزيلات أخريات غالبيتهن قاصرات ضحايا الإغتصاب بنفس المؤسسة الأشهر على مستوى جهة الرباط، ومسؤولين كبار بالعمالة وولاية الرباط والدرك الملكي، خصوصا وأن المؤسسة كان حظيت في وقت سابق بزيارة ملكية.
وتواصل عناصر الدرك استماعها للضحايا في إنتظار إحالة المتهمين على أنظار وكيل الملك بتمارة صباح الخميس، في وقت أكدت فيه فتاة عشرينية تعرضها لتعذيب ممنهج انتهى بإيداعها بجناح الأمراض العقلية، بعد أن رفضت الخضوع لطلبات الممرض الجنسية مع العلم أنه يشتغل في نفس الوقت كحارس عام بالمؤسسة ذاتها، مستعينة بصور وصفتها مصادر الأخبار بالخطيرة توثق للوضعية المزرية التي تعيش فيها بجناح “الحماق”، فيما برأت طبيبة بالمركز ذمتها من ملابسات نقل الضحية إلى الجناح السالف الذكر، نافية أن تكون قد حررت تقريرا طبيا في الموضوع يقضي بنقلها للجناح المذكور كما يدعيه أحد المعتقلين.
واستمعت عناصر الدرك كذلك لمسؤول كبير بالخيرية رجحته مصادر الأخبار أن يكون مدير المؤسسة، لمعرفة حدود مسؤوليته اتجاه هذه الأفعال الإجرامية الخطيرة.
ومن جهة أخرى، باشر المحققون بأمر من النيابة العامة تفتيشا دقيقا بالخيرية امتد للجانب المالي، حيث تم اكتشاف خروقات تدبيرية جسيمة مرتبطة بكيفية تخزين السلع والمشتريات والهبات، بعد العثور عليها في منزل المسؤول عوض الاحتفاظ بها بمخزن رسمي بالمؤسسة، في وقت تشكل الوفيات الغامضة لبعض نزلاء الخيرية مؤخرا بالتزامن مع موجة البرد القارس الذي تعرفه البلاد، محط مساءلة لمسؤولي المركز لعدم تمتيع النزلاء بالعدد الكافي من الأغطية والحاجيات الضرورية لحمايتهم من قساوة المناخ.