- نوه السينمائي كارين شاخنازاروف، رئيس الوفد الروسي إلى المهرجان الدولي السادس عشر للفليم بمراكش (2-10 دجنبر)، بالتكريم "المتميز" الذي خصصه هذا الموعد السينمائي العالمي الكبير للسينما الروسية، مضيفا قوله "إن هذا التكريم يشرفنا". و أعرب كارين شاخنازاروف، وهو أيضا كاتب سيناريو ومخرج، عن "سعادته الكبيرة" لتكريم المهرجان للسينما الروسية، التي عرفت تطورا كبيرا على مر السنوات.
وأضاف قائلا "هذا التكريم مهم جدا بالنسبة لي، إنه متميز جدا"، مشيدا بالاهتمام الذي تم إيلاؤه لروسيا والاستقبال الحار المخصص لأعضاء الوفد.
ويتكون الوفد الروسي من عدد كبير من الممثلين والمخرجين والمنتجين ومدراء التصوير وكتاب السيناريو، في إطار النظرة الاستعادية للسينما الروسية، إحدى السينمات الأكثر ثراء وانتشارا في أوروبا، عبر عرض ثلاثين فيلما طويلا بهدف اكتشاف التاريخ الغني للفن السينمائي الروسي.
وأشاد السينمائي الروسي بهذه البرمجة التي تتيح متابعة آثار سينما بلاده على امتداد تاريخها الطويل، ورأى في ذلك تكريما للسينما السوفياتية والسينما الروسية في الوقت ذاته.
وأوضح شاخنازاروف أن المدرستين مختلفتين على الرغم من ارتباطهما بتقليد مشترك. فكل واحدة منهما تعكس الفترة التي تنتمي إليها، مشيرا إلى حالة "استمرارية وانشقاق وقطيعة حقيقية" بينهما.
وفي رأي شاخنازاروف فإن "السينما السوفياتية تهتم أكثر بالكائن الإنساني فيما أن نظيرتها الروسية، كما نعرفها اليوم وكما عرفناها قبل 25 سنة، ما تزال تبحث عن ذاتها".
ورأى أن التحولات التي عرفها المجتمع السوفياتي، وبالأخص انهيار الاتحاد السوفياتي وكذا البيرسترويكا، أسهمت في تطور السينما الروسية، مشيرا إلى أن "الأفلام الجيدة تولد في رحم سياق متحرك وحي".
وبوصفه كاتب سيناريو ومدير استوديوهات "موسفيلم"، أوضح أن الأكثر أهمية في فيلم ما هو العثور على موضوع من شأنه أن يثير اهتمام المتفرجين من أجل أن يجدوا أنفسهم في شخصيات الفليم.
يشار إلى أن شاخنازاروف، المزداد سنة 1952 بكراسنودار، درس بالمعهد الوطني للسينما في قسم أداره إيغور تالانكين. وصور سنة 1979 فيلمه الأول "المعكرونة الجيدة"، ولكنه لم يحصل على نجاح جماهيري كبير إلا بعد إخراجه فيلم "جازمان" (1983) الذي يتابع تطور رباعي للجاز في أوديسا في عشرينيات القرن المنصرم.
وفرض المخرج الروسي نفسه ممثلا موهوبا لمرحلة البيرسترويكا بأفلامه "مساء من فصل الشتاء في غاغرا" (1985)، و"فتى المراسلات" (1986)، و"مدينة الصفر" (1989)، الذي تم تقديمه فياسبوعي المخرجين.
ومن خلال سيناريوهات مستقاة من التاريخ القديم، خاصة "قاتل القيصر" (1991)، مع مالكولم ماكدويل، الذي تم انتقاؤه في مسابقة مهرجان "كان"، و"فارس الموت" (2003)، و"النمر الأبيض" (2012)، و"الفتاة الأمريكية" (1995)، قدم لوحة بانورامية عن المجتمع الروسي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.
ويشتغل شاخنازاروف، حاليا، على نسخة جديدة للسينما والتلفزيون عن رواية أنا كارنينا سترى النور سنة 2017.