احتفل موقع العدالة والتنمية على الأنترنيت بالحوار الذي أجرته إحدى الجرائد التابعة للحزب، وعلى امتداد ثلاث مقالات، مع عبد اللطيف وهبي الذي قال في حق حزب الأصالة المعاصرة، الذي هو عضو في مكتبه السياسي، وفي حق أمينه العام ما لم يقله مالك في الخمر، وحسب معلومات دقيقة فإن الخرجة الإعلامية للمحامي بهيئة الرباط والرئيس السابق لفريق البام ليست عفوية ولكنها محسوبة المخاطر بالحرف والفاصلة، قصد إحراج منافس البيجيدي على ضوء قاعدة و"شهد شاهد من أهلها". بعد هذه الخدمة الإعلامية النادرة أصبحت الطريق سالكة لوهبي لقيادة تيار يجمع إلى جانب حسن طارق العديد من الوجوه ذات الميولات اليسارية الانتهازية للانضمام إلى حزب العدالة والتنمية، وسبق لعضو حزب الطليعة سابقا أن اصدر كتابا حول العمل البرلماني من تقديم البرلماني الاتحادي المرتد نحو البيجيدي والذي يتم ترويج اسمه كأحد المستوزرين.
كل كلام وهبي يلتقي اليوم مع ما يقوله ويروج له حزب العدالة والتنمية، وبالتالي لم يبق أمامه للانضمام للحزب الإسلامي، الذي طالما هاجمه وكان من ألد خصومه، إلا جرة قلم، حيث ينتظر بين الفينة والأخرى بأن يصدر بلاغ من حزب الأصالة والمعاصرة للاستغناء عن وهبي بعدما بلغت الصراعات بينه وبين الحزب أقصى حدودها، وتم استغلال كلامه كمادة إعلامية بموقع حزب رئيس الحكومة.
فما معنى أن يلجأ وهبي لجريدة مسحوبة على بنكيران وينشر كلاما مفاده أن البام فاقد للمشروعية؟ ألا يعني ذلك أن المحامي اليساري اقترب من إطلاق لحيته والالتحاق بحزب الإخوان؟ ما الفرق بين ما قاله وما يقوله خصوم حزبه؟ أليس كلام بنكيران في حق البام مخفف بالمقارنة مع ما قاله عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة؟
الغريب هنا أن ينقلب رئيس سابق للفريق النيابي لحزب البام في رمشة عين عن قيادة حزبه، حيث أن أخبارا أكدت بأن وهبي تلقى مؤشرات قوية وتلميحات نقلها له صديقه الحميم عبد العالي حامي الدين، نائب رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية والمستشار البرلماني، بأن يقوم وهبي بحملة مركزة للضرب في البام من أجل انضمامه للفريق الحكومي المقبل ولو كمستشار وخبير قانوني بديوان رئاسة الحكومة وذلك أضعف الإيمان.
بيد أن أخبارا أخرى تقول بأن صفقة تمت بين وزير العدل شخصيا وعبد اللطيف وهبي من أجل مناولته ملف الملياديرة هند العشابي، التي تم الحكم عليها بثلاث سنوات سجنا نافذا رفقة عشيقها.
ويعيش وهبي هذه الأيام على أحلام وردية ينقلها له يوميا صديقه عبد العالي حامي الدين ناهيك عما يوحي له به صديقه الثاني توفيق بوعشرين، الذي يتولى الدفاع عنه رغم عدائه لمؤسسات الدولة، وقد اشتغلت هذه الخلية ليل نهار من أجل استقطاب القيادي عبد اللطيف وهبي من البام وإلحاقه بكتائب الدعوة الى الحزب الإسلامي.