ردت العديد من المواقع الالكترونية الجميل بطريقتها الخاصة للأحزاب السياسية المغربية، التي قامت بتقديم الدعم والتمويل لهذه المواقع خلال الحملة الانتخابية، وهو دعم سخي جدا، وقبل أن تكون الأموال قد دخلت حساباتهم وخرجت منها حتى أطلقوا العنان لحملة مسعورة ضد البلد تحت عنوان ماكر اسمه الدفاع عن المرحوم محسن فكري. وهكذا نشر موقع كود، الذي باعه صاحبه ب300 مليون ليصبح شغالا عند المالك الجديد أو السيد الجديد، سلسلة مقالات تحمل الحقد والمكر تجاه هذا المغرب، الذي نستظل جميعا باستقراره، وكان أهمها "طحن مو مابغاتش تصرط للمغاربة.. الغضب يسيطر على الفضاء الأزرق وكلشي كيسول علاش طحن مو علاش؟" وبنبرة عرقية خبيثة كتب موقع كود "علاش الحسيمة إيه و خنيفرة لا؟؟؟ الموت في الحسيمة يختلف عن الموت في غيرها من الأركان الأربعة لهذا الوطن"، أما قمة الدناءة هو لما وصف تعقيب وزارة الداخلية على ما تم تداوله بخصوص القضية وقال إنها "خاوية"، وهذا تحريض ظاهر لأن الوزارة لديها وجهة نظر، والموضوعية تفرض نشر أقوالها بدل الاعتماد على روايات مواقع التواصل الاجتماعي، التي تتميز بغياب الموضوعية.
ونشر موقع بديل مادة تقريرية تحت عنوان "النهج يحمل المخزن مسؤولية فاجعة الحسيمة ويدعو لتصعيد الإحتجاجات"، ولم يكتف بذلك بل أصبح ينوب عن عائلة الفقيد فيكتب "أنباء عن ضغوط تمارس على عائلة بائع السمك لطي الملف"، ولم تقل العائلة مثل هذا الكلام ولم يحدد المهداوي الجهة التي مارست الضغط، وهل الجهة التي ارتبط بها أخيرا على علاقة بالضغط أم لا؟
وفي مقال لا يمكن أن يكتبه إلا قليل الأدب عنون "الساقط على الصحافة" مادة إخبارية بالشكل التالي "مواطنون: بنكيران قول لسيدك المواطنين ماشي عبيدك"، ولأن العبد لا يمكن أن يشعر بقيمة الحرية، وإذا شككتهم في كون المهداوي مجرد عبد فأقرؤوا المقال التالي "على خلفية فاجعة الحسيمة بنسعدون يروي حقيقة فاجعة أصيلا"، وفيه تصريح من باب إسقاط الطائرة ورد الجميل.
وكتب موقع لكم مقالا تحت عنوان "شهيد الحكرة يعيد شعارات "20 فبراير" إلى شارع محمد الخامس بالرباط"، وكان صاحب المقال يعول على حركة 20 فبراير كي تحمله إلى مصاف صناع القرار بعد التغيير مثلما حدث في بعض البلدان العربية، ولما استيقظ من سكرته شرع في استجداء مقربين من الدولة ليمنحوه بعض المال، واستدعى الموقع كل الحاقدين والناقمين والانتهازيين الذين يبحثون عن مكان للوجود في مشهد لم يعد يقبل إلا من كان على حق.
أما صاحبة فبراير، المقربة من زعيم سياسي محسوب على ذوي النفوذ، فلم تأل جهدا في الإساءة للمغرب، وهذا ما جادت به قريحتها "حينما استعان نشطاء الفيسبوك بالكاريكاتير للتعبير عن غضبهم من مطحن الشاب محسن" مرفوقا بكاريكاتور يعتبر هاشتاغ "طحن مو" هو اللوغو الجديد للمغرب، ولو كان فعلا هو اللوغو الجديد لكانت صاحبتنا في خبر كان ولكنها تعيش في بلد الديمقراطية لهذا منذ الايام "الخوالي" وهي تكتب ما تشاء دون أن يمسسها سوء.
وكل هذه المواقع تم تمويلها بسخاء من قبل الأحزاب السياسية المغربية خلال الانتخابات الماضية وتدعم من ميزانيتها، مع العلم أن ميزانية الدعاية خلال الحملة الانتخابية تصرف من المال العام، وبالتالي تكون هذه المواقع قد لهفت أموالا من المال العام بطريقة ملتوية لترد الجميل لمن مولها وتشن هذه الحملة المسعورة ضد البلاد التي منحتها كل شيء.