في مباراة حماسية ومثيرة تتبعها أزيد من 25 ألف متفرج بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، نجح فريق الوداد البيضاوي في الفوز بحصة عريضة على ضيفه الزمالك المصري 5-2 ، في مباراة إياب دور نصف نهاية مسابقة عصبة أبطال إفريقيا في كرة القدم، وودع بالرغم من هذا الفوز الكاسح المنافسات. وتعاقب على تسجيل أهداف فريق الوداد البيضاوي كل من ويليام جيبور ( د12 و 45+1) و إسماعيل الحداد ( د19) و فابريس أونداما ( د56 و 63 من ضربة جزاء) ، فيما سجل هدفي فريق الزمالك المصري اللاعب باسم مرسي في الدقيقة 35 و ستانلي أوهاوتشي (د82).
وكان لقاء الذهاب الذي جرى قبل أسبوع في الإسكندرية قد انتهى بفوز الزمالك المصري على الوداد البيضاوي برباعية نظيفة سجلها محمود عبد الرازق شيكابالا (د 5) وأيمن حفني (د 18) وباسم مرسي (د 48) ومصطفى فتحي (د 74 من ضربة جزاء).
وكان هذا الفوز مستحقا نتيجة وآداء، حيث قدم الفريق المغربي عرضا مقنعا محا به الصورة الباهتة التي ظهر بها في الإسكندية حيث انهزم برباعية نظيفة، واستطاع اكتساح الفريق المصري بخمسة أهداف لهدفين وكان بامكانه الخروج بحصة أكبر لولا سوء الحظ وعدم التركيز والتسرع في القدف من بعيد. فمنذ انطلاق اللقاء، الذي أداره طاقم تحكيم من الكاميرون بقيادة نيان اليوم، سارعت عناصر الوداد البيضاوي إلى إحكام سيطرتها على وسط الميدان والضغط على دفاع الفريق المصري الذي اضطر إلى التراجع إلى الخلف لامتصاص حماس اللاعبين المغاربة والدفاع عن مرماهم بأكبر عدد من المدافعين.
وقد أبان لاعبو الوداد عن عزمهم الأكيد على نهج خطة هجومية تمكنهم من تسجيل أكبر عدد من الأهداف وتجاوز تداعيات نتيجة مباراة الذهاب بالإسكندرية، وهو الشيء الذي أفلحوا فيه منذ الوهلة الأولى ،حيث كانت أولى بوادر الغيث في الدقيقة الخامسة بواسطة هجوم مركز انتهى بمقصية للاعب الليبيري جبور مرت بمحاذاة مرمى الشناوي. ولم تذهب المناورات التي كان يقوم بها خط هجوم الوداد من كل الجهات من خلال التمريرات العرضية والتسربات الفنية للأجنحة سدى، وأثمرت عن هدف في الدقيقة 12 بعد هجوم مرتد قاده الحداد بالجهة اليسرى انتهى بعرضية رائعة بعد تجاوزه السهل للاعب أحمد توفيق و ارتقاء عالي لجبور الذي سدد برأسية قوية بمرمى الشناوي معلنا افتتاح حصة التهديف.
وقد أعطى هذا الهدف المبكر شحنة قوية للعناصر المغربية التي ضغطت بكل قوة على مرمى حارس الفريق المصري ،الشي الذي دفعهم نحو الارتباك والغرق في التمريرات العرضية الخاطئة،لتتضاعف ثقة لاعبي الوداد بالنفس أكثر و يواصلوا زحفهم باتجاه مرمى الزمالك.
وأثمرت هذه الخطة عن هدف ثاني بواسطة إسماعيل الحداد في الدقيقة 19 بعد تمريرة للسعيدي و ارتقاء الحداد الذي كان خارج الرقابة داخل معترك العمليات ليهزم الشناوي الذي تابع الكرة و هي تستقر بمرماه.
تسجيل الوداد هدفين بعد 20 دقيقة فقط كان السيناريو الذي راهن عليه الفريق و أنصاره وحمل الضغط والشك بالمقابل لمعترك الفريق المنافس، ليتدخل المدرب ديسابر الذي أوصى لاعبيه بتهدئة اللعب.
وضد مجرى اللعب وعلى إثر هجوم مضاد انسل اللاعب ستانلي مثل الزئبق ليتلاعب بأكتاو و يمرر باتجاه باسم مرسي الذي تصدى للكرة بصدره صوب مرمى لعروبي مدركا هدفا قبل 10 دقائق من صافرة الحكم الكامروني أليوم إيذانا بنهاية الجولة الأولى.
هدف الزمالك و إن نال من معنويات لاعبي الوداد، إلا أن الإنتعاشة التي حملتها أقدام الحداد تركت الثقة قائمة بإمكانية بلوغ مرمى الزمالك و تجاوز دفاعه المهتز على عكس العادة، وهو ما حدث في الأنفاس الأخيرة من نهاية الجولة الأولى بواسطة جبور. وعلى نفس الإيقاع انطلقت الجولة الثانية التي تميزت باللعب المفتوح والانضباط التكتيكي والانتشار الجيد داخل الرقعة الخضراء خاصة من طرف فريق الوداد الذي أتيحت له أكثر من فرصة أهدرت بسبب التسرع وعدم التركيز في التصويب في الوقت المناسب .
وضغط الوداد سيعود وهذه المرة بدخول أوناجم الذي أنعش الجبهة اليمنى ليمرر باتجاه اونداما الذي سددها زاحفة على يمين الشناوي معلنا رابع أهداف الفريق في الدقيقة 57، ليتفاعل أنصار الوداد بشكل هيستيري مع هذه العودة التي عززت أمال التأهل.
وفي الدقيقة 64 اصطاد الوداد ضربة جزاء في الدقيقة 64 بعد لمس الكرة يد اللاعب توفيق بمعترك العمليات انبرى لها أونداما بنجاح موقعا خامس الأهداف التي قربت ممثل المغرب من النهائي بالمراهنة على استغلال حالة الإنهيار التي صار عليها الزمالك. و ي الوقت الذي كان يبحث فيه الوداد عن هدف سادس يعبر به إلى النهائي، قتل لاعب الزمالك ستانلي حلم الوداديين بهدف ثان، أهل به فريقه إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا.
وسيواجه الزمالك في النهائي فريق صن داونز الجنوب إفريقي، الذي ضمن في وقت سابق تأهله إلى الدور ذاته بعد تجاوزه عقبة زيسكو الزامبي بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين ذهابا وإيابا.
ولم يستطع أي فريق مغربي هزم فريق الزمالك، منذ تعثره أمام فريق الجيش الملكي سنة 1985 في نهاية دوري أبطال إفريقيا، علما أنه توج بآخر لقب له في المسابقة ذاتها سنة 2002 وكان على حساب الرجاء البيضاوي.