أفادت مصادر صحفية، اليوم الاجمعة، أن الأطر الطبية بالمركز الصحي زرهون بسيدي مومن بالبيضاء عاشت، يوم الأربعاء، فصولا من الرعب، بعد أن فقأ بائع متجول، كان في حالة هيجان بسبب استهلاكه للأقراص المهلوسة، عين عون بالمركز الصحي بقطعة خشبية حادة، احتجاجا على رفض أحد الاطبة تسليمه مضادا حيويا لعلاج مرض جلدي يعانيه، واقتراح عرضه على طبيب مختص لخطورة مرضه. وذكرت يومية الصباح، التي أوردت الخبر في عددها اليوم، أن العون البالغ من العمر 57 سنة، خضع ليلة الأربعاء-الخميس، لعملية جراحية بمستشفى 20 غشت، تمت خلالها إزالة العين المصابة، ومازال يخضع للعلاج والمتابعة خوفا من تعرضها لتعفن قد يؤثر على سلامة العين الأخرى.
ورفضت الأطر الطبية الالتحاق بالمركز الصحي، أمس الخميس، خوفا على حياتها، إثر تلقيها تهديدا بالانتقام من قبل أقارب وأصدقاء المتهم، بعد إيقافه من قبل الشرطة، وصلت إلى حد التهديد بالقتل في حال توبع قضائيا.
وأوضحت ذات اليومية أن استنفارا تشهده مندوبية الصحة بمنطقة سيدي البرنوصي، التي أشعرت المندوب الجهوي للصحة بالواقعة من أجل اتخاذ المتعين، كما راسلت عامل عمالة سيدي البرنوصي الذي وعد بتعزيز الوجود الأمني بالمركز الصحي وحماية أطره، التي تشبث أغلبها بطلب نقلها إلى مؤسسات صحية أخرى، بسبب تعرضها لاعتداءات يومية من قبل منحرفين وبعض مرتادي المركز الصحي.
وعن تفاصيل القضية تقول اليومية، إن المتهم عندما حل، وهو بائع سمك متجول يبلغ من العمر 30 سنة، إلى المركز، وطلب مضادا حيويا لمعاناته من مرض جلدي، وعند معاينته من قبل الطبيب المشرف، رفض هذا الاخير تسليمه الدواء، بحكم أن مرضه يستدعي عرضه على طبيب مختص، لكن المتهم رفض اقتراح الطبيب وأصر على تسلم الدواء، ورغم تأكيد الطبيب أن الدواء سيسبب له مضاعفات خطيرة، منها تلف الكبد والقصور الكلوي في حال تناوله بشكل عشوائي، أصر المتهم على رأيه، وانتابته حالة من الغضب وشرع في شتم الطبيب، وغادر المركز الصحي مهددا بالعودة بعد تناوله الأقراص المهلوسة والانتقام منه.
وذكرت اليومية أن الطبيب طلب من العون إغلاق باب المركز الصحي خوفا من عودة المتهم للانتقام من الطبيب، وهو ما تأكد بعد دقائق، إذ سيطرق المتهم باب المركز الصحي، وعندما أطل العون من فتحة خاصة، وجه له المتهم طعنة بقطعة خشبية حادة مباشرة إلى عينه، وفر إلى وجة مجهولة، لينقل الضحية في حالة صحية خطيرة إلى مستعجلات 20 غشت، حيث وضع في العناية المركزة، وخضع بعدها لعملية جراحية، لإزالة العين المصابة.
وأشعرت شرطة الدائرة الأمنية التشارك بهذا الاعتداء، وتمكنت من اعتقال المتهم، ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، وهو ما لم يرق رفاق وأقارب المتهم، الذين هددوا بشكل مباشر الأطر الطبية بالمركز بالانتقام منهم، في حال متابعته الموقوف قضائيا، مما دفعها إلى مغادرة المركز خوفا على حياتها.