بعد الارتفاع المهول الذي عرفته أسعار السمك بالمغرب مع بداية رمضان، دعا مجموعة من المواطنين إلى مقاطعة شراء هذه المنتوجات البحرية، وذلك من خلال حملة على مواقع التواصل الاجتماعي اطلقوا عليها "خلّيها تخناز".. وتأتي حملة "خلّيها تخناز" (اتركها تفسد)، في إشارة إلى السمك، كرد من ردود الفعل الممكنة ضد هذا الارتفاع الصاروخي الذي تعرفه اسعار المنتوجات السمكية كلما أطل شهر رمضان، وذلك في استغلال فاضح من طرف البائعين لهذه المناسبة التي يكثر فيها الاقبال على هذه المنتوجات البحرية التي دأب المغاربة على تأثيث موائدهم الرمضانية بها..
ويأتي هذا الشكل الاحتجاجي، بعد ان اتضح ان مسألة ارتفاع اثمان الاسماك وباقي المنتوجات البحرية تتحكم فيها لوبيات تبدأ من عملية الصيد إلى البيع مرورا بمجموع السماسرة والوسطاء الذين يؤججون الاسعار بتدخلاتهم غير الاخلاقية والمنافية للقانون وجشعهم الذي ليس له حدود، والذي ينعكس على جيوب المواطنين رغم ان المغرب حباه الله بموقع جغرافي جعل منه واحدا بين اكبر الدول المصدرة للمنتوجات البحرية بفضل سواحله الممتدة على طول 3 آلاف كيلومتر على المحيط الأطلسي غربا و 500 كيلومتر على البحر المتوسط شمالا، حيث ينتج نحو 4 في المائة من الإنتاج السمكي العالمي...
ما يحز في نفس المواطن المغربي، هو ان غلال البحر وكل ما يتم اصطياده في مياهنا الوطنية يتم تصديره بنسبة كبيرة إلى الخارج فيما يتم تصريف نسبة قليلة من بعض الانواع السمكية داخل المغرب بأثمان غالية ومرتفعة وليس لها نظير حتى في الدول المستوردة للسمك..