يخوض بحارة قطاع الصيد الساحلي صنف السردين بميناء الداخلة إضرابا مفتوحا عن العمل مسببين بذلك شللا تاما بالميناء و استنفارا أمنيا على مدار الساعة بهذا الأخير. و كان اتحاد جمعيات الجهات لقطاع الصيد بالأقاليم و نقابة ربابنة و بحارة الصيد الساحلي المنضوية تحت إطار الكنفدرالية الديمقراطية للشغل قد أعلنوا في بلاغ مشترك لهما موجه إلى وزير الفلاحة و الصيد البحري عن خوض إضراب مفتوح إلى حين تلبية مطالبها و المتمثلة في: - السماح لمراكب صيد السردين باصطياد جميع أنواع الأسماك السطحية. - توفير و تزويد المراكب بالكميات الكافية من الصناديق البلاستيكية الموحدة. و تعود خلفيات هذا الصراع بين المهنيين بقطاع الصيد الساحلي صنف السردين إلى الأسبوع المنصرم حيث قامت مندوبية الصيد البحري بحجز كمية من الأسماك المصطادة ( البورا)عن طريق الخطأ بقارب صيد السردين المسمى “الصغير” في ملكية “م.ب”بميناء الداخلة. و بالفعل تم بيع السمك المحجوز لأول مرة عن طريق المزاد العلني إستنادا على محضر الحجز بدل التصريح بالبيع الذي كان معمولا، و الذي شجع عددا كبيرا من مراكب السردين على اصطياد أصناف ممنوعة عليها و تأدية مبلغ الغرامة الذي يظل هزيلا إذا ما قورن بثمن بيع المنتوج الذي أصبح يسيل له لعاب العديد من ملاك و ممولي هذه المراكب. و كانت جمعيات مهنية و أخرى مهتمة بحماية الثروة السمكية بالجهة دعت وزارة الصيد البحري إلى وضع حد لما يسمى ب " الصيد الخطأ " و الذي يشكل يافطة عريضة يتم من خلالها شرعنة اصطياد كميات كبيرة من الاسماك و بيعها بأسواق السمك بدل حجزها و إتلافها و سحب رخصة الصيد من المركب و تغريم الربان المتورط في مثل هذه العمليات. و يعتبر تراخي الوزارة في تطبيق القانون و تساهلها مع المهنيين بمختلف موانيء الصيد بالأقاليم الصحراوية السبب الرئيسي في هجرة مئات المراكب من مختلف الاصناف و من أغلب موانيء الشمال للعمل بالشواطيء الجنوبية ، فبعد استنزاف الثروات البحرية بموانىء كل من آسفي ، الصويرة ، أكادير و الطانطان يأتي الدور على مدينة الداخلة أخيرا إرضاءا لجشع لوبيات نافذة و متحكمة بدوائر القرار بوزارة الصيد البحري. من جهة أخرى اعتبرت مصادر مهنية بميناء الداخلة أن الحرب الدائرة بميناء الداخلة هذه الأيام لا تعدو عن كونها عاصفة في فنجان و تدخل في إطار الحملات الانتخابية السابقة لأوانها و نوع من التسخين للقادم من الأيام بعد دخول نقابات على الخط و شخصيات تمارس السياسة من خلال دغدغة مشاعر الفئات العريضة و الواسعة من المهنيين بهذا القطاع.