أكد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة، مساء أمس الأربعاء بمراكش، أن المغرب، الذي يتمتع بالتعددية الروحانية، يشكل أرض السلام والتسامح وفضاء للأخوة في ظل احترام الاختلاف. وأضاف أزولاي، في تدخل له خلال مائدة مستديرة حول موضوع "الروحانية والحداثة في الحوار" نظمت في إطار أسبوع الحوار والسعادة المنعقد بدار دونيس ماسون بمراكش من 10 إلى 14 مايو الجاري، أن المغرب يعتبر أرض السلام والتسامح، حيث الإسلام واليهودية تلتقيان في فضاء من الأخوة واحترام الاختلاف.
وأبرز أزولاي أن هذا اللقاء يمكن من تحليل التاريخ المغربي وحضارته وروحانيته بعلاقة مع السعادة، وتجاوز الإطار المألوف للنقاش المنصب على الخصوص حول تدبير الأزمات، مشيرا الى أن المغرب، وانطلاقا من مراكش، يبعث رسالة للتقاسم والالتقاء والتبادل في جو يطبعه الاحترام المتبادل بين الشخص والآخر.
من جهته، تطرق المفكر المختص في مجال التصوف إيريك كوفروي الى الروحانية باعتبارها شفاء ضد العدمية، داعيا الى روحانية تمكن من ترسيخ الحكمة وإشاعة الرحمة في الانسانية، وتجنيب كوكب الأرض المخاطر المحدقة به.
من جانبه، سجل فوزي الصقلي، الباحث في مجال الأنتربولوجيا والمتخصص في التصوف، الخصاص الكبير الذي يعاني منه الانسان والذي يتمثل في البعد الروحي والأخلاقي والحضاري، مضيفا أن ذلك يشكل ما يسمى بالبحث عن المعنى والسعادة وتحقيق انسانية الانسان.
وركزت باقي التدخلات على أن هذا اللقاء يروم ترسيخ أسس روحانية الانسان المنفصلة عن الدين، في اطار الظرفية الحالية التي تتسم أكثر فأكثر بنمو اللامساواة واصطدام الحضارات، مشيرين الى أن تأهيل الحقل الديني بإمكانه إرساء أسس قوية ومستدامة لمجتمع أكثر حداثة وقادر على مواجهة التيارات المتطرفة والراديكالية.
وتشكل هذه التظاهرة، المنظمة بمبادرة من المدرسة العليا للتجارة والمعهد الفرنسي بمراكش، والتي يشارك فيها ثلة من المفكرين والفلاسفة والسياسيين والمحللين النفسانيين والاطباء والفنانين ورجال الدين وعلماء الاجتماع والاقتصاديين، فضاء للنقاش والتبادل، حول القضايا التي تتصل بمستقبل العالم المعاصر والمجتمعات.
ويعتبر هذا اللقاء فرصة للمشاركين لمناقشة عدة اشكاليات تتعلق بالقراءة المشتركة والمتجددة للكتب السماوية، والروحانية البينية والتعايش كرافعة للتنمية المستدامة، وحوار الروحانية والحداثة، والسعادة والفرح والإيثار والاحسان والتسامح كمسار لتعايش متجدد وروحانية هادئة ومواطنة واحترام معقلن ومشترك للبيئة.
وسيتناول المشاركون خلال هذا الملتقى الثقافي مواضيع تهم الجوانب الروحانية البينية، والعيش المشترك والتنمية المستدامة، المؤدية الى السعادة، وذلك من خلال ندوات وموائد مستديرة ومعارض وورشات وسهرات موسيقية التي ستعمل على جعل المشاركين يعيشون أجواء فلسفية مخصصة للسعادة.
وستتطرق الموائد المستديرة المنظمة خلال هذا الاسبوع الى مواضيع تهم "بين الروحانية والتعايش .. رافعة للتنمية المستدامة" و"الشباب والروحانية والتنمية المستدامة" و"حوار الروحانية والحداثة"، بالاضافة الى قراءات في الكتب السماوية.
كما تتضمن فقر ات هذا الاسبوع الثقافي تنظيم معارض فنية ومعرض لكتب عدد من المشاركين وورشات ابداعية وعرض افلام وثائقية بالاضافة الى تنظيم امسية للموسيقى الروحية.