في حفل رسمي كبير، أقيم مساء أمس الثلاثاء بالإقامة الخاصة لسفير المملكة الإسبانية بالرباط، السيد ريكاردو دياز هوشلينتر رودريغيز، منحت مملكة اسبانيا درع الاستحقاق المدني للمملكة الاسبانية للأستاذ عبد الإله التهاني، الإطار السامي بوزارة الإتصال والذي يشغل حاليا مديرا للاتصال والعلاقات العامة بذات الوزارة. الحفل حضره كبار أطر السلك الدبلوماسي الإسباني المعتمد بالرباط وشخصيات حكومية وفكرية وصحافيين ووزراء سابقين وحاليين، يتقدمهم السيد مصطفى الخلفي وزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، والسيد خالد الناصري والسيد نبيل بنعبد الله اللذين تقلدا في السابق حقيبة نفس الوزارة..
كما عرف الحفل حضور السيد مولاي امحمد الخليفة الوزير الأسبق في حكومة التناوب والسيد محمد برادة من كبار مشجعي الفكر والثقافة والنشر في المغرب ومؤسس شركة سبريس للنشر والتوزيع، والسيد محمد عياد المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بالإضافة الى الكتاب العامين السابقين لوزارة الإتصال والكاتب العام الحالي.
وقد منح وسام الاستحقاق المدني للمملكة الإسبانية للسيد عبد الإله التهاني جزاء على جهوده المتواصلة في مجال الاتصال وتنمية التواصل الداخلي بالوزارة وفي علاقتها مع وسائل الإعلام الوطنية والدولية ، وكذا اشرافه المهني على انجاز مختلف المهام المنوطة بمديرية الاتصال والعلاقات والعامة بنجاح..
ويعتبر السيد عبد الإله التهاني من الأطر العليا التي يفتخر بها المغرب وبعد التعبير عن مشاعر الاعتزاز المقرونة بكل معاني المسؤولية والأمانة والواجب، بمناسبة منحه وسام الاستحقاق المدني للمملكة الإسبانية، أعلن التهاني في كلمة له بالمناسبة أن مساعي وتدخلات وعمل وزارة الاتصال ومصالح السفارة الاسبانية في الرباط، وعملهما المشترك القائم والفعال حتى في ظروف صعبة، قد "نجح في جعل وسائل الإعلام الإسبانية والمغربية، تواكب مسلسل التعاون بين المملكتين بنوع من الروح الإيجابية والبناءة، وتسهم بالتالي في خدمة الإرادة المعلنة في توفير فرص اكبر لتفاهم أفضل بين البلدين"
وأشار التهاني إلى تزايد أعداد "الصحافيين الإسبان الذين يتوافدون على المغرب، لإنجاز مهامهم الإعلامية في ظروف جيدة ومناسبة، تضمن لهم حرية التحرك في عموم تراب المملكة، واستقلالية تامة في عملهم، وتسهيلات من مختلف القطاعات الحكومية المعنية بمهمتهم، مما يؤكد انفتاح بلدنا على وسائل الإعلام الأجنبية، والتزامه الثابت باحترام كل عمل صحفي، يتسم بالمهنية والأمانة والنزاهة والموضوعية، كيفما كانت مرجعيته"
كما عبر عن "خالص مشاعر الامتنان والشكر والعرفان للعاهل الاسباني جلالة الملك فيليبي السادس، وللحكومة الإسبانية، وكذلك لكل المسؤولين الحكوميين الإسبان، الذين كان لهم دور وإسهام في تحقق هذا التوسيم".
واستعرض كبير أطر وزارة الإتصال مختلف أوجه العلاقات بين المملكتين من خلال تاريخ طويل من العيش المشترك، "في ظلال وضع حضاري تعايشت فيه الديانات السماوية الثلاث، بكل مرجعياتها وروافدها الثقافية والإنسانية، رغم ما طبع هذا التاريخ من مراحل صعبة بعضها لم يخل من آلام. لكن واقع الجوار القريب ظل يفرض قناعته، بان لا مناص من التقارب والتكامل والتعاون، ليس فقط صيانة للماضي المشترك، أو حرصا على طي حقب ولت، وهما على كل حال هدفان نبيلان، بل لأن التقارب والتعاون أصبحا ضرورة ملحة، وخيارا مصيريا، يضمن حق الأجيال القادمة للمملكتين في تقاسم ثمار السلم والعلم والتنمية والخيرات المشتركة. وها نحن نرى أن الامتداد الثقافي والإعلامي والحضاري لإسبانيا، يتموقع جغرافيا ومنذ زمن طويل بعيدا عنها بآلاف الأميال في أمريكا اللاتينية، والحالة أن المغرب هو أقرب جار لها على مسافة دقائق قليلة، وبه قرابة أربعة ملايين مغربي يتحدثون اللغة الاسباني ، ويجعلون من المغرب أول بلد يتكلم هذه اللغة بإتقان على امتداد الخريطة العربية".
وفي كلمة بالمناسبة، أكد سفير اسبانيابالرباط السيد ريكاردو دياز هوشلينتر رودريغيز أن تكريم بلاده لعبد الاله التهاني جاء اعترافا بما حققه من مهام في إطار دينامية علاقات التعاون القوية بين المملكتين المغربية والاسبانية، وذلك بهدف توطيد روابط الصداقة وتطوير تواصل فعال بين الحكومتين وكذا بين وسائل الإعلام في كلا البلدين خدمة للمصالح المشتركة للشعبين المغربي والاسباني..
وبعد ان عرج على مختلف الوظائف التي تقلدها السيد عبد الإله التهاني ونجح في تحقيق ما أنيط به من مهام بها، سواء داخل الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة أو شركة "صورياد2M" أو بوزارة الاتصال، ابرز سفير اسبانيا نجاح التهاني في كل هذه المهام وذلك بفضل مؤهلاته الشخصية التي تم تطويرها خلال مساره المهني الحافل ..
كما ابرز السفير مختلف الانجازات التي حققها التهاني من خلال إشرافه على مديرية الاتصال والعلاقات العامة بوزارة الاتصال وذلك من خلال توطيد علاقات الصداقة بين البلدين ومساهمة هذه المديرية التي يشرف عليها في التعريف بالمغرب وبنموذجه الديمقراطي والحداثي سواء داخل البلد أو على المستوى الدولي..