ليس هذا الشخص المنحني على يدي جلالة المغفور له محمد الخامس مواطنا عاديا، وإنما هو أول رئيس فعلي للجمهورية الجزائرية فرحات عباس، ومن لا يعرفه، نعم المناضل الكبير الشهم الذي كان محبا لجلالة الملك في وقت كان هناك في الجزائر تيار يسمى" ضمنا إليك يا جلالة الملك." و كان تيارا حداثيا خرج من الحجر والحماية والاستعمار الفرنسي، ويرى في الملكية بالمغرب النموذج والمخرج الوحيد لاستقامة شعوب شمال إفريقيا والنهوض بها.
إنها صورة تعود بنا إلى تاريخ ممزوج بالدماء والتضحيات، فالتاريخ لا يكذب، هكذا كان الزعماء الوطنيون و رجال السياسة الجزائريين الحقيقيين يقدمون التحية والعرفان للملوك العلويين بالمغرب.
ولعل انحناء فرحات عباس أمام جلالة المغفور له محمد الخامس إنما عرفانا له بحجم التضحيات التي بذلها المغرب، من أجل إنجاح المقاومة في الجزائر.
كان فرحات عباس زعيما وطنيا مؤسسا للاتحاد الديمقراطي الجزائري، وعضوا لجبهة التحرير الوطني إبان حرب التحرير الجزائرية، وهو أول رئيس حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية من 1958 إلى 1961، تم انتخابه عند استقلال الجزائر، رئيسا للمجلس الوطني التشريعي، ليكون أول رئيس دولة للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وتوفي 23 دجنبر 1985.
وهذه الصورة نهديها للأشقاء الجزائريين، وخاصة منهم المسؤولين في قصر المرادية، المتنكرين لتاريخهم وتاريخ من حكموهم.