أعلنت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية عن مقتل 12 عسكريا وإصابة اثنين آخرين بجروح إثر تحطم مروحية تابعة للجيش، أمس الأحد 27 مارس، في أقصى جنوبالجزائر. وأعاد حادث تحطم المروحية العسكرية الجزائرية، امس الأحد، إلى الأذهان ما وقع منذ أشهر عندما نجا الجنرال الكايد صلاح من القتل بأعجوبة وذلك بعد ضبط عبوة متفجرة في الطائرة العسكرية التي كان يستعد لامتطائها وهو ما جنبه التصفية..
وأفادت بعض المصادر الصحفية الجزائرية، أن هذا الحادث، وقبله ذاك الذي كان سيستهدف قايد صالح، يطرح عدة أسئلة حول الصراع الداخلي في المؤسسة العسكرية الجزائرية، بالنظر إلى الرهان الكبير جدا المتعلق بمنصب رئيس الجمهورية ومن سيظفر بزمام التحكم في مقاليد العسكر والحكم في الجزائر..
ويؤكد حادث أمس الأحد، الذي ظلت أسبابه غامضة وغير مفسرة نهائيا بالنسبة لعدد كبير من المتخصصين العسكريين، أن الصراع داخل المؤسسة العكسرية في الجزائر لم يضع أوزاره بعد..
كما ان هذا الصراع، تضيف ذات الصمادر، من المحتمل أن يخلف ضحايا إضافيين في الأيام المقبلة، وذلك في إطار صراع السلطة ومراكز النفوذ حول من سيبسط سيطرته على الجزائر في المقبل من الايام..
وكانت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية قد أكدت، في بلاغ لها، أن مروحية لنقل الجنود تابعة للقوات الجوية الجزائرية من طراز "إم إي-171" تحطمت "إثر خلل تقني خلال مهمة مبرمحة بالقرب من رقان بالقطاع العملياتي لأدرار" وهي منطقة صحراوية شاسعة على الحدود مع مالي.
وأضاف المصدر ذاته انه تم فتح تحقيق "للوقوف على ملابسات الحادث".
وكانت القوات الجوية الجزائرية اهتزت في فبراير من سنة 2014، على وقع واحدة من أسوأ الكوارث الجوية في تاريخ الجزائر، منذ الاستقلال سنة 1962، بعد تحطم طائرة من طراز "سي-130" بأم البواقي (شرق)، ما أسفر عن سقوط 77 قتيلا، بينهم 73 عسكريا.
وفي أكتوبر من العام ذاته، تحطمت طائرة من طراز سوخوي "سو-24" خلال عملية تدريبية بولاية الجلفة (300 كلم جنوبالجزائر العاصمة)، ما أدى إلى مقتل عسكريين كانا على متنها. وقبل عامين، سقطت طائرة عسكرية أخرى، من طراز "كاسا سي-295" ذات محركين، في طريقها من باريس إلى الجزائر العاصمة، في لوزير، جنوبفرنسا، حيث قضى في الحادث خمسة عسكريين وممثل عن بنك الجزائر، كانوا جميعهم على متنها. كما قضى عسكريان في حادث اصطدام بين طائرتين مقاتلتين من نوع "ميغ"، بولاية تلمسان (غرب).
وكان الطيران العسكري الجزائري عاش مأساة أخرى سنة 2003، حينما تحطمت طائرة من طراز "سي-130" فوق منطقة سكنية في بوفاريك، على بعد 35 كلم من الجزائر العاصمة، حيث قضى في الحادث 4 من أفراد الطاقم وكذا سبعة أطفال وامرأة إثر انهيار أحد المنازل.
يشار إلى انه نجى 17 عضوا من هيئة الأركان في الجيش الجزائري من محاولة اغتيال، يوم 19 يناير المنصرم، في عملية تفجير تمت بشمال شرق الجزائر، في مدينة الوادي قرب الحدود الليبية الحساسة.
وحسب مصادر جزائرية آنذاك، فإن قنبلة تم وضعها في المروحية التي كانت ستقل الشخصيات العسكرية، وعلى رأسهم نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري قايد صالح، والجنرال عبد الرزاق شريف، غير أن القنبلة انفجرت في وقت مبكر قبل صعود الركاب على متنها متوجهين الى العاصمة الجزائر.