كشفت الصحيفة الامريكية "واشنطن بوست"، أن نجم العشراوي، المتورط في الأحداث الدموية التي هزت العاصمة البلجيكية بروكسيل أمس، هو بلجيكي من أصل مغربي. ومنذ الساعات الأولى من صبيحة أمس الثلاثاء، عملت السلطات البلجيكية على توزيع صورة لأحد المطلوبين أمنياً، والذي يستخدم هوية مزورة باسم "سفيان كيال" واسمه الأصلي "نجم العشراوي".
وكشفت صحيفة بلجيكية عن هوية هذا الإرهابي الذي أعلن صبيحة اليوم عن اعتقاله، وقالت السلطات إنه كان شريكاً لصلاح عبد السلام ومحمد بلقايد في هجمات العاصمة الفرنسية باريس.
وحسب السلطات البلجيكية فإن نجم العشراوي (25 سنة) استغل دون شك اشتداد أزمة اللاجئين وسافر إلى المجر مع صلاح عبد السلام وبلقايد في شهر شتنبر الماضي، بعد تمكنه من عبور الحدود بهوية مزورة.
ورصدت الأجهزة الأمنية مكالمة هاتفية ورسالة نصية بين العشراوي ومنفذي هجمات باريس ليلة الاعتداءات (13 نونبر 2015).
العشراوي هو أحد المقاتلين العائدين من سوريا، وهو من مواليد 18 ماي 1991، وأصبح مطلوباً لسلطات الأمن إلى جانب شخص آخر يدعى محمد عبريني (32 عاماً) والذي كان برفقة صلاح عبد السلام ليلة هجمات باريس، حيث اصطحب عبد السلام، والجزائري محمد بلقايد بسيارته عبر الحدود النمساوية المجرية في شتنبر الماضي، بهوية مزورة، في الفترة ذاتها التي اشتدت بها أزمة اللاجئين على الحدود.
وبهذه الهوية المزورة، استأجر العشراوي المنزل الذي تعرض لمداهمة في 26 نوفمبر 2015 في أوفليه قرب نامور بجنوب بلجيكا، والذي استخدم لتدبير اعتداءات باريس.
كما طابقت التحقيقات آثار الحمض النووي الذي وجدته الشرطة في المنزل المستأجر لنجم العشراوي، وكذلك في الشقة الواقعة في شارع هنري برجيه في شاربيك (قرب بروكسل) التي قد تكون استخدمها مهاجمو باريس للتحضير للاعتداءات التي خلفت أكثر من 130 قتيلاً في 13 نوفمبر الماضي.
وقالت صحيفة "لا ليبر بلجيك"، إن المحققين يشتبهون في أن العشراوي وبلقايد أجريا اتصالات هاتفية مع منفذي هجمات باريس يوم 13 نوفمبر الماضي، حيث رصدت الأجهزة الأمنية رسالة نصية قصيرة، أرسلها بلقايد إلى العشراوي عند الساعة (21:42) بالتوقيت المحلي ونصها: "انطلقنا في العملية"، وهي الليلة السوداء نفسها التي عاشتها باريس.
وفي اليوم نفسه، جرى الاتصال من هاتف حُدد موقعه من نفس المنطقة في بروكسل، بالعقل المدبر لاعتداءات باريس عبد الحميد أباعوض، والذي قتل خلال مداهمة الشرطة الفرنسية للمنزل في ضواحي باريس.