تمكنت السلطات البلجيكية من تحديد هوية الشخص الثالث المشتبه بتنفيذه هجمات مطار زافينتيم الدولي ببروكسل أمس، ويدعى نجيم العشراوي، وفقا لصحيفة (لا ديرني هير). وكانت الاستخبارات البلجيكية تبحث باستنفار عن هذا الرجل البالغ من العمر 25 عاما الذي ظهر بإحدى صور كاميرات المراقبة العامة ضمن الثلاثة الإرهابيين المشتبه بتنفيذهم الانفجارين اللذين وقعا بمطار بروكسل أمس، وفقا لنفس المصدر. وظهر المدعو العشراوي، إذا تم تأكيد هويته، مرتديا قبعة لإخفاء وجهه وهو يدفع بعربة لنقل الأمتعة بالمطار ومعه حقيبة سفر على مايبدو كان بداخلها قنبلة. ويعتبر هو الشخص الثالث الذي لم يفجر القنبلة الثالثة، وفقا لوسائل الإعلام البلجيكية. يشار إلى أن الحمض النووي للعشراوي، الذي يزعم صلته بهجمات باريس 13 نوفمبر/تشرين ثان، قد عثر عليه "بداخل عبوة نافسة استخدمت في تنفيذ هجمات" فرنسا التي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات، وفقا لما نقلته الصحيفة عن مصدر مقرب من التحقيقات الفرنسية. وكان العشراوي قد توجه إلى سوريا في فبراير/شباط 2013 ، وكانت السلطات تبحث عنه منذ الرابع من ديسمبر/كانون أول الماضي. وعند نقطة تفتيش أمنية عند الحدود المجرية النمساوية في أوائل سبتمبر/أيلول الماضي، تم التعرف عليه بهوية مزورة، باسم صفيان كايال حينما كان برفقة المشتبه الرئيسي في هجمات باريس، صلاح عبد السلام، الذي اعتقلته سلطات بلجيكا لاحقا يوم الجمعة الماضية في بروكسل، ومحمد بلقايد وهو جزائري 25 عاما لقى مصرعه على يد الشرطة البلجيكية خلال مداهمة أمنية بحي فورست ببروكسل في 15 مارس/آذار الماضي. واستأجر العشراوي باسمه شقة بحي ببلدة في بلجيكا للتحضير لهجمات باريس، وتتهمه التحقيقات باتصاله إلى جانب بلقايد هاتفيا بانتحاريي هجمات باريس. وفقا للخبراء، هناك "احتمال قوي" بأن بلقايد استقبل رسالة قصيرة جاء فحواها "لقد غادرنا، لنبدأ" أرسلت في 13 نوفمبر مساءا إلى أحد منفذي هجوم مسرح باتاكلان بباريس، من تليفون محلي ببلجيكا. وكان العشراوي، بحسب وسائل الاعلام البلجيكية، المسئول عن صناعة الاحزمة الناسفة المستخدمة في هجمات العاصمة الفرنسية. وعثر على الحمض النووي (دي ان ايه) الخاص بالعشراوي في اثنين على الاقل من الاحزمة الناسفة، احدهما استخدم في مسرح بالتاكان والاخر في ستاد فرنسا، ما يؤكد تورط هذا الشخص في الاحداث، وربما كان المكلف بصناعة تلك الاحزمة، بحسب ما نشرت قناة (آر تي بي اف) المحلية. كما عثرت الشرطة على بصمات العشراوي في منزل بحي شايربك ببروكسل، حيث يعتقد بأنه تم صناعة متفجرات اخرى بداخله لاستخدامها في هجمات باريس.