فجر كاتب صحافي من مخيمات الاحتجاز بتندوف قنبلة مدوية في صفوف المثقفين والمحللين والتابعين للمخابرات الجزائرية، حيث نشر مادة انتقادية جريئة، وتعتبر كلماته تحديا لقيادة البوليساريو، التي هللت وزغردت لزيارة بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الذي وصف المغرب بالمحتل. ورصد الصحفي كيف تمكن المغرب من ان يقلب الطاولة وينغص فرحة المرتزقة، من خلال الحراك الشعبي والديبلوماسي الأخير، الذي وضع الأمين العام في ورطة، وأظهره كشخص منحاز للجزائر والانفصاليين لأسباب مجهولة بينما كان عليه أن يلتزم الحياد بصفته موظفا.
وأوضح الكاتب الصحفي، الذي أخفى هويته خوفا من بطش القيادة الحديدية، أن المغرب، الذي وصفه بالعدو، يترك لنا "ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻧﻔﺮﻕ ﻟﺤﻈﺎﺗﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻷﻣﻞ، ﻟﻜﻦ ﺍﻵﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻞ، ﻭﻻ ﺟﺪﻭﻯ ﻣﻦ ﺫﺭﻑ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ، ﻓﺒﻤﺠﺮﺩ ﻣﺎ ﻋﺜﺮﺕ ﻗﺪﻡ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻣﻤﻲ ﻓﻲ ﺧﻴﺎﻣﻨﺎ ﺑﺄﺭﺽ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ، ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺑﻨﺰﻕ ﺭﻫﻴﺐ ﻟﻴﻔﻀﺢ ﻋﺜﺮﺗﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻳﻜﺸﻒ ﺃﻥ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻠﻌﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﺮﺽ".
وأشار الصحفي إلى أن المغرب حول بان كي مون إلى جسد لا ظل له، "ﻭﺍﺧﺘﻔﺎﺀﻩ ﻓﺠﺄﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺨﻴﻤﺎﺕ، ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺷﻚ ﻫﻲ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻨﻘﺎﻫﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﻭﺃﻱ ﺃﻣﻴﻦ ﻋﺎﻡ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻧﻜﺒﺔ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﻤﺴﻴﺮﺗﻲ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﻥ، ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺷﻚ ﺳﻴﻌﻴﺶ ﻋﺰﻟﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ".
وانتقد الصحفي الدعاية الانفصالية ضد مسيرتي الرباط والعيون، التي حاولت تصويرها على أنها من تنظيم أتباع النظام، لكن الذين خرجوا بالعيون أفحموا قيادة البوليساريو وأظهروا كذبها على المحتجزين، حيث جاء الناس من فجاج الصحراء، إذ أن 180 ألف خرجت في مدينة لا يتعدى سكانها الربع مليون، مشددا على أن هذه المسيرة قالت للعالم إن "استقلال الصحراء" ينبغي إدراجه ضمن ثامن المستحيلات.
وساءل الصحفي قيادة البوليساريو عماذا غيرت هذه الزيارة في الوضع ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ – ﺍﻟﻌﻼﺋﻘﻲ ﺑﺤﻮﺽ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﻭﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ؟ ﺛﻢ ﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟمغرب (في المقال العدو) ﻭﻛﻴﻒ ﺣﻮﻝ ﺯﻟﺔ ﻟﺴﺎﻥ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﺙ ﻛﻮﻧﻲ؟
وضحك الصحفي من قيادة البوليساريو التي كانت تعتقد أن تأجيل الزيارة الملكية إلى روسيا هي بسبب موقف بوتين من قضية الصحراء حيث ظنوا أنه يساندهم، لكن تأجيل الزيارة، حسب الصحفي، جاء من المغرب الذي كان ينتظر الظرف الدولي المناسب.