أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الإيسيسكو، عبد العزيز بن عثمان التويجري، اليوم الجمعة بالداخلة، أن المبادرات الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تجاه بلدان القارة الإفريقية تمثل نموذجا راقيا للتعاون جنوب جنوب. وقال التويجري، في كلمة له خلال افتتاح أشغال الدورة ال27 لمنتدى كرانس مونتانا، التي تتواصل إلى غاية 22 من الشهر الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتنعقد تحت شعار "إفريقيا والتعاون جنوب-جنوب.. حكامة أفضل من أجل تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة"، إن هذا النموذج الراقي جدير بالدراسة في هذا المنتدى وفي غيره من المحافل الدولية التي تعنى بالأهداف الإنمائية، قصد الاستفادة من نجاحاته والاقتباس منه في هذا المجال الحيوي.
وأشاد المدير العام لمنظمة "الإيسيسكو"، في هذا الصدد، بمضامين الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في أشغال المنتدى "لما اشتملت عليه من أفكار نيرة وتوجيهات بناءة، ولما ورد فيها من نظرات تحليلية عميقة تعالج الوضع الحالي سياسيا واقتصاديا وإنمائيا على الصعيد الإفريقي وتستشرف آفاق التنمية الشاملة المستدامة في هذا الجزء المهم من العالم".
وأبرز أن الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في المنتدى، "تعبر أسمى ما يكون التعبير عن رسالة المملكة المغربية تجاه التنمية الشاملة في إفريقيا وحرصها على استقرار السلم والأمن فيها، كما تؤكد إصرار الشعب المغربي قاطبة على حماية وحدته الترابية لمواجهة دعوات الانفصال والتشرذم"، مشيدا، في هذا الصدد، بالطفرة التنموية التي تعرفها الداخلة، التي وصفها "بالمدينة الجميلة المتطورة التي تشهد تنمية كبيرة في مجالات الحياة كافة، والتي هي جوهرة الصحراء المغربية ورمز من رموز السيادة المغربية التي لا تتجزأ".
وأضاف أن شعار الدورة الحالية ل "كرانس مونتانا" يختزل المشاكل التي تواجهها دول الجنوب خلال المرحلة الحالية والتي تمثل التحدي الرئيس التي يتوجب عليها التصدي له والتعامل معها، مبرزا أن بناء التنمية الشاملة والمستدامة يقوم على قاعدة راسخة من الحكامة الجيدة التي تستند إلى سيادة القانون وإلى احترام الحريات العامة وتوسيع دوائر المشاركة في إدارة الشؤون العامة. وشدد السيد التويجري على أن الحكامة الجيدة تتجاوز المجالات السياسية والاجتماعية لتشمل الأبعاد الثقافية والتربوية والحضارية، وتشكل قاعدة للاستقرار السياسي وللنماء الاقتصادي وللوئام الاجتماعي.