بأذرع مفتوحة، تستقبل مدينة الداخلة، درة الجنوب، المشاركين في دورة جديدة من منتدى كرانس مونتانا المرموق، وذلك بعد النجاح الباهر لدورة العام الماضي التي عرفت مشاركة وفود رفيعة المستوى من 112 دولة. وشارك، بفعالية، في أشغال الدورة الماضية من هذا المنتدى العالمي، الذي يعد حدثا ذائع الصيت لا تخلو منه أجندة صناع القرار العالميين، ممثلون عن 36 بلدا من إفريقيا، و30 بلدا من آسيا، و31 بلدا أوروبيا، و31 بلدا أمريكيا، فضلا عن أزيد من 20 منظمة إقليمية ودولية.
وهكذا، وطئت أقدام 800 مشارك التراب المغربي وتعرفوا، عن كثب، على مدينة الداخلة. ومنهم مسؤولون سياسيون مرموقون ووزراء ونواب برلمانيون ورؤساء دول وحكومات سابقون ومسيرون لمؤسسات إقليمية ودولية، أغنوا النقاش خلال الدورة الماضية من كرانس مونتانا التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت عنوان "إفريقيا، التعاون الإقليمي والتعاون جنوب - جنوب".
واحتضنت مدينة الداخلة، التي صارت "عاصمة" لإفريقيا زمن إقامة هذا المنتدى، فعاليات هذه التظاهرة الدولية بهدف منح المسؤولين الكبار بإفريقيا وببقية العالم والساكنة المحلية فرصة اللقاء والحوار وتقاسم المشاريع والرؤى المستقبلية حول تنمية القارة الإفريقية وإشعاعها.
وتعرف المشاركون في دورة 2015 من منتدى كرانس مونتانا على نموذج الداخلة، المدينة الجميلة التي تقع في موقع استراتيجي استثنائي، وعيا من هؤلاء بأن مستقبل إفريقيا لا يمكن تشييده سوى حول نماذج محلية، وذلك للنهوض بأقطاب للاستقرار والرفاه في فضاء إقليمي مهدد بعدم الاستقرار والإرهاب والنزعة الانفصالية. كما أجمعوا على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي من أجل تنمية الموارد الطاقية بإفريقيا.
ووفق خلاصات الدورة الأولى من منتدى كرانس مونتانا، فإن تطوير التعاون الإقليمي في هذا المجال من شأنه أن يمكن القارة من تعبئة أمثل للموارد الأساسية لإنجاز مشاريع التنمية، لا سيما فيما في ما يتعلق بالتعليم والبنيات التحتية.
وأرست دورة 2015 الأسس للقيام باستكشاف أوسع للوسائل الكفيلة، في إطار تعاون بين بلدان الشمال والجنوب وبين بلدان الجنوب، بإبداع المزيد من الأفكار والرؤى لتطوير القارة الإفريقية. كما طرحت للنقاش قضايا مرتبطة بتنمية القارة، من قبيل تدبير الشأن العام وتدبير الموارد الطبيعية والولوج إلى التكنولوجيا ودور المرأة الإفريقية في القضايا العمومية والخاصة والمساواة بين الجنسين والنهوض بالمنظومة التعليمية.
وتستكمل دورة هذه السنة من منتدى كرانس مونتانا النقاش بشأن عدد من القضايا، لا سيما تلك المتعلقة بالقارة الإفريقية والتعاون جنوب - جنوب.
وستنظم دورة 2016 من منتدى كرانس مونتانا، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال الفترة الممتدة بين 17 و22 مارس الجاري، تحت شعار "إفريقيا والتعاون جنوب - جنوب .. حكامة أفضل من أجل تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة".
وتسوق مدينة الداخلة اليوم، وهي المدينة الحيوية والمنفتحة، صورة الحداثة والتعايش بين الثقافات بفضل قدرتها على تحقيق التناغم مع عالم يتحرك وبفضل احتضانها للأنشطة الاقتصادية الأكثر تنوعا حول مينائها الذي يعد أحد الموانئ الأكثر نشاطا بالقارة.
وبذلك، تعزز الداخلة مكانتها كملتقى لإعمال التفكير والحوار حول قضايا من قبيل الطاقة والأمن والتعاون جنوب - جنوب.
ويعد منتدى كرانس مونتانا منظمة دولية سويسرية غير حكومية، حققت إشعاعا عالميا منذ عام 1986، وتسعى إلى الإسهام في بناء عالم أكثر إنسانية وأكثر إنصافا وتشجيع التعاون الدولي والنمو الشامل. كما تسعى إلى نشر الممارسات الجيدة والحوار الدائم بين ذوي المسؤوليات الكبيرة في العالم.