أطلقت وزارة الاتصال اليوم الجمعة بالرباط، وبشراكة مع الهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية، مشروع التأهيل الرقمي حول قضية الصحراء المغربية، وذلك لفائدة 16 منظمة شبابية حزبية، بالاضافة الى إطلاق "بوابة الصحراء المغربية" التي تم إنجازها وفق آليات حديثة وصيغ متقدمة ونوعية وبست لغات، وذلك في إطار لقاء نظمته الوزارة بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى 58 لمعركة الدشيرة المجيدة التي خاضها أبناء القبائل الصحراوية دفاعا عن الاستقلال والوحدة، والذكرى 40 لجلاء آخر جندي إسباني عن مدينة العيون. ويهدف مشروع التأهيل الرقمي حول قضية الصحراء المغربية ، الذي دخل حيز التنفيذ بعد التوقيع على هذه الاتفاقية، التي وقعها من جانب الهيأة الوطنية للشباب والديمقراطية منسقها الوطني، سعد حازم، إلى تحديد إطار عام للتعاون والشراكة بين الطرفين من أجل وضع برنامج للتكوين في مجال الترافع الرقمي حول القضية الوطنية، والرفع من مستوى الأداء التواصلي لدى الشباب المغربي من مختلف الهيئات الحزبية وجمعيات المجتمع المدني، والقيام بمبادرات مشتركة، كل حسب إمكانياته واختصاصاته، لتأهيلهم للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وتضع الاتفاقية هدف تكوين 5000 شاب في مجال الترافع الرقمي حول القضية الوطنية عبر مراحل وبرامج يتم الاتفاق حولها.
وأكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، في كلمة بالمناسبة، على أن هذه المبادرة تدخل في إطار ترجمة التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث دعا جلالته في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 34 للمسيرة الخضراء المظفرة إلى "نهوض الهيآت السياسية والنقابية، والجمعوية والإعلامية، والقوى المنتجة والمبدعة، بواجبها في تأطير المواطنين، وترسيخ قيم الغيرة الوطنية، والمواطنة الحقة".
وأوضح الوزير أن الاتفاقية تروم تحديد إطار عام للشراكة بين الطرفين من أجل وضع برنامج للتكوين في مجال الترافع الرقمي حول القضية الوطنية، والرفع من مستوى الأداء التواصلي لدى الشباب المغربي من مختلف الهيئات الحزبية وجمعيات المجتمع المدني، والقيام بمبادرات مشتركة كل حسب إمكاناته واختصاصاته، لتأهيلهم للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
وأبرز الوزير أن هذا الاتفاقية تضع هدف تكوين 5 آلاف شاب من 16 شبيبة حزبية في مجال الترافع الرقمي حول القضية الوطنية، وذلك تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية ، ومن أجل ترسيخ قيمة الوطنية الحقة التي ينص عليها دستور 2011.
كما أكد الوزير على أن هذه الاتفاقية تعد تفعيلا لأحكام دستور المملكة، مشددا على أن الهدف منها لا يكمن فقط في تأهيل الشباب حول تاريخ الصحراء المغربية وتطور القضية الوطنية وأبعادها القانونية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتنموية والاستراتيجية، بل يرمي بالأساس إلى مضاعفة جهود تملك الشباب المغربي، من مختلف جهات المملكة، للقضية الوطنية المصيرية بما هي قضية كل المغاربة.
وأضاف الوزير على أن ذلك يتعزز بالثقة في قدرات الشباب المغربي ومعارفهم وإمكاناتهم ومبادراتهم، وبالانتقال إلى مرحلة جديدة في التدافع حول القضية الوطنية في العالم الرقمي، وعيا منا بالتحديات الجديدة التي يشهدها هذا المجال.
وقد تم بموجب الاتفاقية، بحسب الوزير إطلاق "بوابة الصحراء المغربية"، وهي منصة رقمية متعددة الوسائط لتقديم واقع وتاريخ وثقافة الصحراء للعالم، والتعريف بأوضاعها الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، واستعراض ما تحقق من مشاريع وبرامج هامة طيلة أربعين سنة، إضافة إلى إبراز الأوراش الكبرى المفتوحة في إطار النموذج التنموي الاقتصادي الجديد للأقاليم الجنوبية.
وأضاف الوزير، أن البوابة التي تم إنجازها وفق آليات حديثة وصيغ متقدمة ونوعية وبست لغات، تروم الإسهام في الجهود المبذولة على مستوى التعريف بقضية الصحراء المغربية عن طريق المعطيات والمنجزات التي تتحقق على أرض الواقع، وتعزيز أدوات الدفاع عن الوحدة الوطنية ومواجهة الخطابات ودحض الأطروحات المعادية.
وتتوجه "بوابة الصحراء المغربية" إلى الرأي العام المغربي والدولي، كفضاء إعلامي يجمع بين المعطيات التاريخية والجغرافية والأبحاث الأكاديمية والمعلومات الخبرية والعلمية والمقالات والدراسات والتقارير والتحقيقات، علاوة على تجميع الوثائق القانونية والاثنوغرافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية والتنموية والبيئية.
وتسعى البوابة أيضا، إلى أن تكون مصدرا موثوقا لقضية الصحراء المغربية، وإطارا مرجعيا لتيسير الاطلاع على مختلف مناحي وجوانب ملف الصحراء بشكل موضوعي وصادق، وتقديم مضامينها بشكل يسهل تناوله والإلمام به من طرف الإعلاميين والباحثين والدبلوماسيين والمجتمع المدني، وعموم المهتمين بالملف وطنيا ودوليا.
وأبرز وزير الاتصال، أن التأهيل الرقمي للترافع يعتبر تجربة جديدة بالمغرب، الهدف منها الانتقال إلى مرحلة جديدة في الترافع حول القضية الوطنية، وذلك انطلاقا من الوعي بالأهمية التي تكتسيها شبكة الإنترنت والشبكات الاجتماعية بشكل خاص.
وأبرز الوزير بهذه المناسبة، مبادرة البوابة الوطنية للصحراء المغربية "sahara.gov.ma"، التي تم إطلاقها يوم 9 نونبر 2015، في إطار جهود الدفاع عن الوحدة الوطنية والتعريف بقضية الصحراء المغربية، وتعزيزها بإطلاق حسابين على "الفيسبوك" و"توتير"، كمنصتين للتفاعل والتواصل والتعريف بالقضية الوطنية ومواجهة خطابات التضليل والتزييف لواقع الصحراء المغربية.
كما قدم الوزير خلال هذا اللقاء، كتاب "الصحراء المغربية: حقائق وأباطيل"، من إصدار وزارة الاتصال، والذي يتطرق لأهم المقولات التضليلية التي تُستعمل في مواجهة الخطاب الوحدوي حول القضية الوطنية، ويقدم الردود العلمية والمنهجية عنها.
وعلى إثر ذلك، توقف الوزير عند عدد من الإجراءات التي تم إطلاقها إسهاما في الدفاع عن القضية الوطنية، والمتمثلة أساسا في إعداد 19 إصدارا في إطار سلسلة "دفاتر الصحراء المغربية" بأربع لغات، ومشروع "خيمة الصحافة" بالعيون كمركز للتكوين والتوثيق والاستقبال للصحافيين، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة تكوين الصحافيين في الأقاليم الجنوبية، وإطلاق النسخة الأولى من المهرجان الوطني للفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، بالإضافة إلى تفعيل دعم إنتاج الأفلام الوثائقية حول التاريخ والثقافة والمجال الصحراوي الحساني، واعتماد إجراءات لحماية حقوق المؤلفين على مستوى الأقاليم الجنوبية.
من جهته أكد سعد حازم، المنسق الوطني للهيأة الوطنية للشباب والديمقراطية، والتي تضم 16 شبيبة حزبية، على أن إطلاق برنامج التكوين حول الترافع الرقمي يعبر عن التقاء إرادة الحكومة والشباب الحزبي عبر هيأتهم الوطنية، في هذا المجال الحيوي، مبرزا أن هذه الاتفاقية ستشكل لا محالة دفعة نوعية للعمل الذي يقوم به شباب الهيأة في مجال الدفاع عن القضية الوطنية، سواء من خلال التكوين المباشر للشباب أو من خلال الترافع عن القضية في المحافل الدولية.
وسيتم فتح باب المشاركة في هذا التكوين للشباب من خارج الشبيبات الحزبية، بحيث سيتم انتقاء ألف شابة وشاب للاستفادة من التكوين بالمعهد المغربي للشباب والديمقراطية، ومن مختلف جهات المملكة، على أن يتم تتويج هذا المشروع بتوزيع شواهد التخرج من المعهد وبدعم من الوزارة.
وتجدر الاشارة الى تم بالمناسبة تنظيم معرض للصور تحت عنوان "ملحمة المسيرة الخضراء المجيدة"، وذلك في سياق احتفال المغرب بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، والذكرى 58 لمعركة الدشيرة .