أكدت صحيفة "الوطن" المصرية، اليوم الاثنين، أن هناك إجماعا على أن المغرب ومصر يمكن أن يلعبا دورا مهما في ظل ما تمر به المنطقة من اضطرابات. وجاء في مقال نشرته الصحيفة، اليوم الاثنين، بعنوان "مصر والمغرب والعمق الإفريقي"، أن هناك قناعة أيضا بأن التكامل المصري المغربي في المجال الأمني، وأيضا التعاون الاقتصادى والسياحي وغيرهما، هو وحده الكفيل بإعادة التوازن إلى المنطقة، وهو القادر على مواجهة مختلف التحديات، خصوصا أنه ليس هناك تقاطع مصالح بين البلدين".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسبوع الماضي شهد زيارة مسؤولين مصريين كبارا إلى المغرب، بدءا من وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ومفتى الجمهورية شوقى علام، وأسامة الأزهرى عضو الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية، ورئيس جامعة القاهرة جابر نصار، الذين شاركوا فى مؤتمر مراكش حول "حقوق الأقليات الدينية فى الديار الإسلامية"، فضلا عن وفد من ممثلي شركات السياحة المصرية يقوده رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية، عقدوا بمدينة الدارالبيضاء اجتماعات مع نظرائهم المغاربة.
وأضافت أن كل الوفود المصرية التى تزور المغرب "تحكى بلسان واحد عن متانة العلاقات المغربية المصرية، وتجمع على ضرورة تطوير التعاون بين البلدين اللذين يشكلان فى الوقت الراهن صمام الأمان لمنطقة باتت مأزومة وموبوءة بالعنف والتطرف والإرهاب".
وأشارت في هذا الصدد إلى وجود "محبة فطرية" بين البلدين، مؤكدة أنه كما كانت مصر منارة للفكر وقبلة للمغاربة والعرب الذين تشبعوا بالثقافة والحضارة والفن المصري، فإن المغرب وقف دائما إلى جانب إرادة الشعب المصري دون قيد أو شرط، وساند مصر فى مختلف أزماتها.
وأكدت في نفس السياق أن مصر والمغرب "فى حاجة إلى تعزيز وجودهما أكثر في إفريقيا التى باتت تشكل محط أطماع العالم، وأيضا محط أطماع القوى الظلامية".
وأضافت أنه فى الوقت الذى أصبحت فيه إفريقيا قبلة مفضلة لأمريكا والصين والهند وأوروبا وإيران وغيرها، لما تنعم به المنطقة من وفرة النفط والغاز الصخرى والطاقة والمعادن، فإن "دول الشمال الأفريقى لم تستثمر بعد جوارها الجغرافي وقربها من الكنز الأفريقي" .
وخلصت إلى ضرورة إعادة النظر فى العلاقات مع دول عمق القارة فى إطار مقاربة جديدة تهدف إلى إقامة تعاون إفريقي يضمن خلق المزيد من الشراكات، والتعاون فى كل المجالات، ويتيح إمكانات جدية للنمو الاقتصادي في مواجهة الخصاص الاجتماعي، والتعاون الأمني في مواجهة الخطر الإرهابي.