يُثير انتباهك وأنت تَهمُ بالخروج من مطار محمد الخامس الدولي، أن لوحة الإشارة ب"الخروج" المثبتة هناك، كتبت بحروف تيفيناغ بشكل يسيء للغة الامازيغية وللمغرب الذي انخرط في مسلسل إعادة الاعتبار لمكون ثقافي متجذر في كيانه، وذلك من خلال الاعتراف باللغة الامازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية في دستور 2011. المسؤولون عن عملية التشوير بالمنطقة، قاموا بكتابة عبارة "خروج" بحرف تيفيناغ من خلال عملية تحويل الكلمة الفرنسية "Sortie" آليا من الخط اللاتيني إلى حروف تيفيناغ باستعمال لوحة المفاتيح الآلية على الانترنيت(lexilogos tifinagh)، دون ان يكلفوا انفسهم عناء ترجمة معنى الكلمة أو استشارة ذوي الاختصاص، وهو ما نلاحظه في العديد من اللوحات بمختلف مدن وقرى المغرب وفي العديد من المهرجانات والاتشطة الثقافية بل إن هناك بعض الاحزاب اكتفت بكتابة اسمها العربي بحروف تيفيناغ دون عناء ترجمته إلى الامازيغية، وكأن اللغة الامازيغية هي حروف تيفيناغ، وهو اعتقاد سائد لدى العديد من المواطنين وحتى المثقفين منهم، حيث يفاجئك بعضهم في أحايين كثيرة بالقول "واش كتعرف تهضر بتيفيتاغ؟"
عملية تحويل كلمة "صُورْتِي" الفرنسية إلى تيفيناغ أسفرت بقدرة قادر على مصطلح غريب ومشين وهو "بَعْرَتي"(من بَعْرَة، البَعْرُ جمع أبْعار، وتعني بالعربية : رَجِيع ذوات الخُفّ وذوات الظِّلف إِلاَّ البقرَ الأهليّ)، وهو ما يجعلنا نتساءل عن مسؤولية "إيركام" في مراقبة ما يُكتب من فظاعات وما يُقترف من جرائم في حق الامازيغية على واجهات الادارات والمؤسسات العمومية وفي الفضاءات العمومية، بعد أن صارت تيفيناغ الحرف المعتمد لكتابة الامازيغية وهو ما يجعل المسؤولين عن هذه "الفضائح" يتعمدون تحريف وتشويه الامازيغية مادام اغلب المغاربة (ومنهم العديد من من المدافعين عن حروف تيفيناغ) لا يعيرون أي اهتمام للاشارات واللوحات المكتوبة بتيفيناغ لانهم بكل بساطة لا يفهمونها ولا يعرفون محتواها..
هكذا إذن تحول فعل "ffegh"، الذي يعني "خرج" لدى الامازيغ من واحة سيوا إلى جزر كناريا، إلى "بعرتي" بمطار الدارالبيضاء، بسبب الاستخفاف بالامازيغية والاستهزاء منها، وهو عنوان لما ينتظر الامازيغية في ظل حكومة بنكيران التي أعلنت أمس عن فتح الباب، خلال الفترة ما بين 15 يناير الجاري و15 فبراير المقبل، لتلقي مذكرات واقتراحات المجتمع المدني والفاعلين والمهتمين في إطار إعداد مشروع القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية.