قتل أكثر من 70 شخصا وأصيب نحو 100 جراء تفجير سيارة مفخخة صباح الخميس في أحد معسكرات تدريب خفر السواحل بمدينة زليتن (150 كم شرق العاصمة الليبية). ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع بمدينة زليتن لكن التفجيرات الانتحارية والعربات الملغومة زادت في ليبيا في ظل استغلال الإسلاميين المتشددين الفوضى التي أعقبت سقوط القذافي.
وقال رئيس بلدية زليتن مفتاح الحمادي إن القنبلة انفجرت وقت تجمع نحو 400 مجند في الصباح الباكر بمركز تدريب الشرطة في المدينة الساحلية الواقعة بين العاصمة طرابلس وميناء مصراتة.
ووصف الحمادي لرويترز عبر الهاتف الهجوم بأنه مروع وأنه أمكن سماعه على بعد أميال.
وقال متدرب لم يذكر اسمه ان المهاجم قاد عربة كبيرة داخلا عبر البوابة ثم وقع الانفجار.
وقال شهود إن السكان نقلوا الضحايا إلى مستشفى مصراتة في عربات إسعاف وسيارات خاصة وإن كثيرا منهم أصيبوا بجروح من شظايا بينما شوه الانفجار جثامين بعض القتلى لدرجة يتعذر معها تحديد هوياتهم.
كانت مصادر طبية قالت في باديء الأمر إن 65 شخصا قتلوا بينهم بعض المدنيين لكن رئيس لجنة الأزمات في وزارة الصحة في طرابلس قال لاحقا إن 47 شخصا قتلوا فضلا عن إصابة أكثر من 118.
ومنذ الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي انزلقت ليبيا إلى مزيد من الاضطرابات في ظل وجود حكومتين متنافستين وعدد من الفصائل المسلحة المتناحرة في صراع للسيطرة على البلاد وثروتها النفطية.
ووسط هذه الفوضى اكتسب متشددو تنظيم الدولة الإسلامية قوة فسيطروا على مدينة سرت ويشنون هجمات على حقول نفطية. وهاجم مقاتلو الدولة الإسلامية هذا الأسبوع مرفأين نفطيين رئيسيين.
وتفجير اليوم في زليتن هو الأعنف منذ فبراير العام الماضي حين انفجرت ثلاث سيارات ملغومة في مدينة القبة بشرق ليبيا مما أسفر عن مقتل 40 شخصا فيما وصفه المسؤولون بأنه هجوم انتقامي بعد أن قصفت طائرات مصرية أهدافا للإسلاميين المتشددين.
وتسعى القوى الغربية إلى إقناع الفصائل الليبية بدعم حكومة وحدة وطنية بوساطة الأممالمتحدة لتوحيد الجهود ضد الدولة الإسلامية لكن الاتفاق يواجه مقاومة شرسة من عدة فصائل داخل ليبيا.