أكد عدد من الوزراء الذين شاركوا في الاجتماع الوزاري المنعقد اليوم السبت بمراكش في إطار المنتدى الإعلامي الخاص بالقارة الافريقية، حول موضوع "صورة القارة وفرص الاستثمار المتاحة فيها"، أن هذا الملتقى يعد فرصة لانبثاق رؤية واضحة تسهم في تعزيز الرسالة التي يحملها الخطاب الاعلامي بإفريقيا. وشددوا على الأهمية التي يكتسيها تنسيق الجهود بين الدول الافريقية من اجل تغيير الصور النمطية التي يجري تسويقها بشان قضايا القارة والعمل على تحسينها في المحافل الدولية، أملا في تعزيز التنمية المنشودة بالمنطقة.
وفي هذا الصدد، شددت وزيرة الاتصال الناطقة المساعدة باسم الحكومة بالكوت ديفوار، السيدة أفوسياتا بامبا لامين على الدور الذي يتعين أن تضطلع به وسائل الاعلام لتفادي الصورة السلبية التي توصف بها القارة السمراء، والتعريف بالمشاريع والمنجزات التي تشهدها الدول الإفريقية، رغم الإكراهات التي لازالت تعاني منها، مشيرة الى أن القطاع الإعلامي الإفريقي لا يتوفر على استراتيجية محددة في برامج التنمية في البلدان الافريقية.
من جهته، أكد وزير الإعلام بافريقيا الوسطى، أن هذا المنتدى يمثل نقطة تحول من أجل تطوير القطاع الاعلامي بهذه القارة، داعيا الى ضرورة تعزيز قدرات الصحافيين حتى يتسنى لهم رفع التحديات التي يعرفها هذا المجال على نطاق واسع.
أما وزير الإعلام ببنغلاديش، السيد حسن الحق، فأشار إلى أن افريقيا لها خصوصياتها التي يتعين على اعلامها العمل على ابرازها وتسليط الضوء على الاستثمارات التي توفرها المنطقة ومحو الصورة النمطية التي دأبت بعض وسائل الاعلام الغربية على ترويجها.
من جانبه، سجل وزير الاعلام الناطق باسم الحكومة السودانية السيد احمد بلال عثمان ، أن النهضة التي يشهدها المغرب في مختلف المجالات، يمكن ان تشكل نموذجا يحتذى لدى باقي الدول الافريقية، مشيرا الى أن مثل هذه المنتديات، تمثل جسرا للتواصل ومناقشة القضايا المشتركة ذات الصلة.
من جهته، أوضح وزير الإعلام الموريتاني، شيخ يحيا لامين أن مثل هذه المنتديات من شأنها ملامسة القضايا الحقيقية للقارة الافريقية، ومحو تلك الصورة النمطية التي تتعمد وسائل الاعلام الأجنبية ترويجها عنها من قبل الفقر والتخلف والتوتر والانقلابات، وابراز النمو الاقتصادي الذي تسعى الدول الافريقية الى تحقيقه.
وركز كل من ممثل وزراء الاعلام بالمملكة العربية السعودية وفلسطين والنيجر على الأهمية التي تضطلع به وسائل الإعلام في افريقيا لدعم الجهود الرامية الى تغيير النظرة السلبية للدول الغربية عن هذه المنطقة من العالم، مشيرين الى أنه يتعين على الاعلام الافريقي استخدام التكنولوجيا الحديثة للاضطلاع بواجبه على أحسن وجه وتحدي الاكراهات التي تعرفها المنطقة.
وتناول هذا المنتدى، الذي نظم على مدى يومين 17 و18 دجنبر الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمبادرة من وزارة الاتصال وتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، الشق الإعلامي الذي يعتبر وسيلة بالغة الأهمية لبلورة الآليات الكفيلة التي تبرز الصورة الايجابية للقارة الإفريقية بالعالم وتعمل على محو الصور النمطية المروجة حولها.
وناقش المشاركون في هذا الملتقى الهام محاور عدة تناولت مواضيع مرتبطة بتقوية الإعلام بالقارة الافريقية ودورها في ترويج صورة ايجابية عن القارة، وتسهيل مهمة الصحفيين للوصول إلى المعلومة، وأهمية الإعلام والاتصال في جذب أنظار المقاولين لفرص الاستثمار في القارة الافريقية، وتقديم الاستراتيجية الاعلامية لمنظمة التعاون الاسلامي لتشجيع الاستثمارات الاسلامية الهادفة إلى تلبية احتياجات التنمية في الدول الأعضاء.
كما بحث المشاركون إمكانية إنشاء نظام اعلامي خاص بمنظمة التعاون الاسلامي كأداة لتعزيز فرص الاستثمار بالقرة السمراء على المستوى الدولي، ودور وسائل الإعلام في تشجيع التبادل التجاري وفرص الاستثمار في الدول الافريقية الأعضاء بالمنظمة، إلى جانب تقديم التجربة المغربية في الانفتاح على الأسواق الخارجية وتجارب فيدراليات وجمعيات صحفية، وإبراز مكانة القارة في منظومة العالم الإسلامي، فضلا عن عرض حصيلة العشر سنوات الأخيرة من عمل منظمة التعاون الإسلامي بإفريقيا.
وعرف المنتدى مشاركة ما يناهز 700 مدعو يمثلون وزراء إعلام الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي وبعض الدول الإفريقية وأعضاء السلك الدبلوماسي الافريقي والاسلامي والدولي المعتمد بالمملكة، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والإفريقية والاسلامية وممثلي المؤسسات المالية الافريقية والاسلامية وإعلاميين متخصصين في القضايا الاقتصادية، بالإضافة إلى المؤسسات البارزة في القطاع الخاص.